أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6620 - تأثير الأفلاك والنجوم على حياة الإنسان

09-12-2014 4632 مشاهدة
 السؤال :
هل للأفلاك والنجوم تأثير على حياة الإنسان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6620
 2014-12-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد قَسَّمَ الفُقَهَاءُ عِلْمَ النُّجُومِ إلى قِسْمَينِ:

الأَوَّلُ: حِسَابِيٌّ، وهوَ تَحْدِيدُ أَوَائِلِ الشُّهُورِ بِحِسَابِ سَيْرِ النُّجُومِ، هذا العِلْمُ لا خِلافَ في جَوَازِ مُمَارَسَتِهِ، وبِهِ تُعرَفُ مَوَاقِيتُ الصَّلاةِ والقِبَلَةُ، قال تعالى: ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾.

الثَّانِي: اِستِدلالِيٌّ، هذا القِسْمُ عِلْمٌ يُعرَفُ بِهِ الاستِدلالُ بالتَّشَكُّلاتِ الفَلَكِيَّةِ على الحَوَادِثِ السُّفلِيَّةِ، وهذا القِسْمُ مَنْهِيٌّ عَنهُ شَرعَاً، إذا ادَّعَى أَصحَابُهُ أَنَّهُم يَعلَمُونَ الغَيبَ بِأَنفُسِهِم فِيهِ، أو أنَّ لَهَا تَأثِيرَاً على الحَوَادِثِ بِذَاتِهَا.

روى أبو داود عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَن اقْتَبَسَ عِلْماً مِن النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِن السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ».

وروى البيهقي عن أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَن أَتَى امرَأَتَهُ في دُبُرِهَا أو حَائِضَاً، أو صَدَّقَ كَاهِنَاً فَقَد كَفَرَ بِمَا أُنزِلَ عَلى مُحَمَّدٍ».

وبناء على ذلك:

فالأَفلاكُ والنُّجُومُ لا تَأثِيرَ لَهَا على حَيَاةِ الإنسَانِ، وتَعَلُّمُ هذهِ العُلُومِ والاعتِمَادُ عَلَيهَا لا يَجُوزُ، لأنَّ هذا يُؤَثِّرُ في نُفُوسِ كَثِيرٍ من النَّاسِ بأَنَّ الكَوَاكِبَ والنُّجَومَ مُؤَثِّرَةٌ بِحَدِّ ذَاتِهَا.

ويَجِبُ على المُسلِمِ أن يَعلَمَ بأَنَّ المُقَدَّرَ كَائِنٌ لا مَحَالَةَ، والاحتِرَازَ عَنهُ غَيرُ مُمكِنٍ، رُفِعَتِ الأَقلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4632 مشاهدة