أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7495 - مبتلى بالعلاقات مع النساء

17-08-2016 3437 مشاهدة
 السؤال :
أنا طالب جامعي مبتلى بالعلاقات مع النساء، وإني أخشى على نـفسي من الرسوب في الامتحانات بسبب انشغال قلبي بذلك، فبماذا تنصحني؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7495
 2016-08-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَنْصَحُكَ أَوَّلَاً أَنْ تَكُونَ حَرِيصَاً على نَجَاحِكَ وَفَلَاحِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لِأَنَّ النَّجَاحَ الحَقِيقِيَّ عِنْدَمَا يُزَحْزَحُ العَبْدُ عَنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَيُدْخِلُهُ اللهُ تعالى جَنَّتَهُ؛ فَلَا تَكُنْ حَرِيصَاً على نَجَاحِكَ في دِرَاسَتِكَ الجَامِعِيَّةِ دُونَ مُبَالَاةٍ بِنَجَاحِكَ في الآخِرَةِ.

ثانياً: اعْلَمْ بِأَنَّ المَعَاصِيَ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ شُؤْمٌ على صَاحِبِهَا في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، لِأَنَّهَا تُخَرِّبُ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ.

ثالثاً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ تَحْرِمُ العَبْدَ مِنَ العِلْمِ النَّافِعِ، فَلَا تُطْفِئْ نُورَ العِلْمِ بِظُلْمَةِ المَعَاصِي.

رابعاً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ سَبَبٌ في حِرْمَانِ الرِّزْقِ، روى الإمام أحمد والحاكم عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ».

خامساً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ تَجْعَلُ وَحْشَةً بَيْنَ العَبْدِ العَاصِي وَرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَخَاصَّةً مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ.

سادساً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ تُعَسِّرُ الأُمُورَ، كَمَا أَنَّ تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تُيَسِّرُ الأُمُورَ.

سابعاً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ تَجْعَلُ الظُّلْمَةَ في القَلْبِ وَالرَّانَ، وَتُفْسِدُ إِيمَانَ العَبْدِ ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ.

يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا: إِنَّ لِلْحَسَنَةِ نُورَاً فِي الْقَلْبِ، وَضِيَاءً فِي الْوَجْهِ، وَقُوَّةً فِي الْبَدَنِ، وَزِيَادَةً فِي الرِّزْقِ، وَمَحَبَّةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ؛ وَإِنَّ لِلسَّيِّئَةِ سَوَادَاً فِي الْوَجْهِ، وَظُلْمَةً فِي الْقَلْبِ، وَوَهَنَاً فِي الْبَدَنِ، وَنَقْصَاً فِي الرِّزْقِ، وَبُغْضَةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ.

ثامناً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ تَحْرِمُ العَبْدَ الطَّاعَةَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَو لَمْ يَكُنْ للذَّنْبِ عُقُوبَةٌ إلا أَنْ يُصَدَّ عَنْ طَاعَةِ اللهِ تعالى لَكَفَتْهُ.

وبناء على ذلك:

فَأَنْصَحُكَ أَنْ تَذْكُرَ آثَارَ هَذِهِ المَعْصِيَةِ وَالمَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ، ثمَّ أَكثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ وَالـتَّضَرُّعِ إلى اللهِ تعالى، فَاللهُ تعالى لَا يُخَيِّبُ سَائِلَهُ.

﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. وَزِدْ في عِبَادَاتِكَ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾.

وَعَلَيْكَ بِالصُّحْبَةِ الصَّالِحَةِ بَعْدَ مُقَاطَعَةِ أَهْلِ الغَفْلَةِ، وَتَذَكَّرْ بِأَنَّ اللهَ تعالى الذي أَسْبَغَ عَلَيْكَ نِعَمَهُ الظَّاهِرَةَ وَالبَاطِنَةَ رَقِيبٌ عَلَيْكَ، فَاسْتَحِ مِنَ اللهِ تعالى.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى لَنَا وَلَكَ الحِفْظَ وَالعِنَايَةَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3437 مشاهدة