أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5967 - تلقين الكافر الشهادتين

01-11-2013 13741 مشاهدة
 السؤال :
صديقي رجل نصراني، صاحب خلق حسن، وهو الآن مريض مرض الموت، فهل يجوز أن ألقنه الشهادتين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5967
 2013-11-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ثَبَتَ في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عن ابْن الْمُسَيَّبِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَت أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فقال: «يَا عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ الله».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ».

فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: «الْحَمْدُ لله الَّذِي أَنْقَذَهُ مِن النَّارِ».

وجاءَ في الموسوعَةِ الفقهيَّةِ الكوَيتِيَّةِ: قال الأسنوي: لو كانَ ـ أي المحتَضَرُـ كافِراً لُقِّنَ الشَّهادَتَينِ وأُمِرَ بِهِما ـ للحديثِ السَّالِفِ الذِّكرِ ـ وُجوباً إن رُجِيَ إسلامُهُ، وإن لم يُرجَ إسلامُهُ فَيُندَبُ ذلكَ.

قال الجمل: وظاهِرُ هذا أنَّهُ يُلَقَّنُ إن رُجِيَ إسلامُهُ وإن بَلَغَ الغَرغَرَةَ ولا بُعدَ فيهِ، لاحتِمالِ أن يَكونَ عَقلُهُ حاضِراً، وإن ظَهَرَ لنا خِلافَهُ، وإن كُنَّا لا نُرَتِّبُ عَلَيهِ أحكامَ المسلمينَ حِينَئِذٍ.

وبناء على ذلك:

 فإن كُنتَ تَرجو إسلامَهُ فَيَجِبُ عَلَيكَ هذا، حتَّى لا تَكونَ آثِماً، وإلا فلا يَجِبُ عَلَيكَ، ولكن الأَولى أن تُلَقِّنَهُ رَجاءَ أن يُختَمَ لهُ على الشَّهادَتَينِ، وبِبَرَكَتِهِما يُنقِذُهُ اللهُ تعالى من النَّارِ. هذا، والله تعالى أعلم.

نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ. آمين.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
13741 مشاهدة