أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7595 - العبرة بمكان المضحي

24-09-2016 3969 مشاهدة
 السؤال :
وكلني شخص بذبح أضحية عنه، ونحن نصلي صلاة العيد قبله، فهل يصح أن أذبح أضحيته قبل أن يصلي هو صلاة العيد؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7595
 2016-09-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾. وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا، أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ».

فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ذَبَحْتُ وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ؟

قَالَ: «اذْبَحْهَا، وَلَا تَفِي عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» رواه الإمام البخاري عَنِ البَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

فَالأَمْرُ بِنَحْرِ الأَضَاحِي مُطْلَقٌ، وَيَسْتَوِي في ذَلِكَ المُضَحِّي وَالوَكِيلُ عَنْهُ، سَوَاءٌ كَانَ الوَكِيلُ في بَلَدِ المُضَحِّي أَو في غَيْرِهِ، فَالعِبْرَةُ بِمَكَانِ المُضَحِّي سَوَاءٌ عَنْ نَفْسِهِ أَو عَنْ غَيْرِهِ.

جَاءَ في الدُّرِّ المُخْتَارِ: وَالْـمُعْتَبَرُ مَكَانُ الْأُضْحِيَّةَ لَا مَكَانُ مَنْ عَلَيْهِ. اهـ.

وَجَاءَ في كِتَابِ المَجْمُوعِ: مَحِلُّ التَّضْحِيَةِ مَوْضِعُ الْـمُضَحِّي. اهـ.

وبناء على ذلك:

فَلَا حَرَجَ مِنَ الأُضْحِيَةِ عَنْ مُوَكِّلِكَ بَعْدَ صَلَاتِكَ العِيدَ، وَلَوْ لَمْ يُصَلِّ هُوَ صَلَاةَ العِيدِ بَعْدُ، لِأَنَّ العِبْرَةَ في مَكَانِ ذَبْحِ الأُضْحِيَةِ لَا مَكَانِ مَنْ عَلَيْهِ الأُضْحِيَةُ.

جَاءَ في المَوْسُوعَةِ الفِقْهِيَّةِ الكُوَيْتِيَّةِ: وَإِذَا كَانَ مَنْ عَلَيْهِ الأُضْحِيَّةُ مُقِيمَاً فِي الْمِصْرِ، وَوَكَّلَ مَنْ يُضَحِّي عَنْهُ فِي غَيْرِهِ أَوْ بِالْعَكْسِ، فَالْعِبْرَةُ بِمَكَانِ الذَّبْحِ لَا بِمَكَانِ الْـمُوَكِّل الْـمُضَحِّي، لِأَنَّ الذَّبْحَ هُوَ الْقُرْبَةُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3969 مشاهدة