أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7213 - التوفيق بين :«مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ» و «لَا تَكْتُبُوا عَنِّي»

09-03-2016 2903 مشاهدة
 السؤال :
جاء في صحيح الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْـخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَكْتُبُوا عَنِّي، وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ، وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدَاً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِن النَّارِ». وجاء في مسند الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ». فكيف نفهم الحديثين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7213
 2016-03-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالحَدِيثُ الأَوَّلُ الذي نَهَى فِيهِ سَيِّدُنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَن الكِتَابَةِ كَانَ نَهْيَاً خَاصَّاً بِوَقْتِ نُزُولِ القُرْآنِ خَوْفَ لَبْسِهِ بِغَيْرِهِ، أَو بِكِتَابَةِ غَيْرِ القُرْآنِ مَعَهُ في شَيْءٍ وَاحِدٍ.

فَالنَّهْيُ مُتَقَدِّمٌ، وَالإِذْنُ نَاسِخٌ عِنْدَ أَمْنِ اللَّبْسِ.

وَقِيلَ: النَّهْيُ خَاصٌّ بِمَنْ خِيفَ مِنْهُ الاتِّكَالُ على الكِتَابَةِ دُونَ الحِفْظِ.

وبناء على ذلك:

فَالنَّهْيُ عَن الكِتَابَةِ صَارَ مَنْسُوخَاً، وَلَقَد أَمَرَ سَيِّدُنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في خُطْبَتِهِ «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ» ـ لَمَّا اسْتَكْتَبَهُ ـ رواه الشيخان عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِن الْأَنْصَارِ يَجْلِسُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَيَسْمَعُ مِن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ، فَيُعْجِبُهُ وَلَا يَحْفَظُهُ؛ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ فَيُعْجِبُنِي وَلَا أَحْفَظُهُ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ ـ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ لِلْخَطِّ ـ».

وَكَتَبَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كِتَابَاً في الصَّدَقَاتِ والدِّيَاتِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الحاكم عَن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَتَبَ إلى أَهْلِ اليَمَنِ بِكِتَابٍ فِيهِ الفَرَائِضُ، وَالسُّنَنُ، والدِّيَاتُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2903 مشاهدة