أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8734 - الأذكار للجنب

11-03-2018 1509 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإنسان الجنب، والمرأة الحائض والنفساء، أن يذكروا الله تعالى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8734
 2018-03-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الشيخان عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ.

وَنَصَّ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الدُّعَاءَ للهِ تعالى وَالاسْتِغْفَارَ وَالتَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ وَالصَّلَاةَ وَالسَّلَامَ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا يُشْتَرَطُ لِذَلِكَ الطَّهَارَةُ، وَيُكْتَبُ الأَجْرُ وَالثَّوَابُ للذَّاكِرِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى.

وَإِنْ كَانَ الأَفْضَلُ وَالأَكْمَلُ أَنْ يَكُونَ الذِّكْرُ بِكُلِّ أَنْوَاعِهِ عَلَى طَهَارَةٍ تَامَّةٍ، فَقَدْ رَوَى الحاكم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلَاً مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ، وَقَالَ: «إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللهَ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ ـ أَوْ قَالَ: ـ عَلَى طَهَارَةٍ».

وبناء على ذلك:

فَجَمِيعُ أَنْوَاعِ الأَذْكَارِ لَا يُشْتَرَطُ فِيهَا الطَّهَارَةُ مِنَ الحَدَثِ الأَصْغَرِ وَالأَكْبَرِ، وَعَلَيْهِ لَا حَرَجَ عَلَى الجُنُبِ أَنْ يَذْكُرَ اللهَ تعالى مَا عَدَا تِلَاوَةَ القُرْآنِ الكَرِيمِ؛ وَإِنْ كَانَ الأَوْلَى أَنْ يُسْرِعَ للاغْتِسَالِ.

أَمَّا الحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ فَلَا حَرَجَ في ذَلِكَ مُطْلَقَاً، مَا عَدَا تِلَاوَةَ القُرْآنِ الكَرِيمِ.

وَكَذَلِكَ لَا حَرَجَ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَلَو بِآيَاتٍ وَرَدَتْ في القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَلَكِنْ تُقْرَأُ بِنِيَّةِ الذِّكْرِ لَا بِنِيَّةِ التِّلَاوَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1509 مشاهدة