أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6497 - «إِنَّ أَكْثَرَ مُنَافِقِي هَذِهِ الْأُمَّةِ لَقُرَّاؤُهَا»

04-09-2014 28592 مشاهدة
 السؤال :
لقد جاء في الحديث الشريف: «إِنَّ أَكْثَرَ مُنَافِقِي هَذِهِ الْأُمَّةِ لَقُرَّاؤُهَا». فما معناه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6497
 2014-09-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جَاءَ في مُسنَدِ الإمام أحمد عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ أَكْثَرَ مُنَافِقِي هَذِهِ الْأُمَّةِ لَقُرَّاؤُهَا». وهوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

ولَيسَ المَقصُودُ من هذا الحَدِيثِ الشَّرِيفِ أن نَتَّهِمَ بَعضَ القُرَّاءِ بِأَنَّهُم من المُنَافِقِينَ، أي: المُرَائِينَ، فَضْلاً عن النِّفَاقِ الاعتِقَادِيِّ، لأنَّ الرِّيَاءَ مَحَلُّهُ القَلبُ، والقَلبُ لا يَطَّلِعُ عَلَيهِ إلا اللهُ تعالى.

وبناء على ذلك:

فَمَعنَى الحَدِيثِ أَكثَرُ مُنَافِقِي هذهِ الأُمَّةِ نِفَاقَاً سُلُوكِيَّاً هُمُ القُرَّاءُ الذينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُّنيَا بالقُرآنِ العَظِيمِ، وهذا تَحذِيرٌ لَهُم حتَّى يُخلِصُوا العَمَلَ للهِ تعالى.

ولَيسَ هذا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أن يَحكُمَ على فُلانٍ بِأَنَّهُ من المُنَافِقِينَ إنْ أَبغَضَهُ، أو على فُلانٍ بِأَنَّهُ من المُخلِصِينَ إنْ أَحَبَّهُ، لأنَّ الإخلاصَ والنِّفَاقَ مَكَانُهُمَا القَلبُ، لا يَعلَمُهُ إلا اللهُ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
28592 مشاهدة