أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1731 - الأنصار شعار والناس دثار

31-01-2009 38326 مشاهدة
 السؤال :
(أما ترضون أن ينطلق الناس بالشاة والبعير، وتنطلقون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ الأنصار شعار، والناس دثار، رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار، لو سلك الناس شعباً ووادياً، وسلك الأنصار شعباً ووادياً لسلكت وادي الأنصار وشعب الأنصار) هل هذا حديث صحيح وما معناه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1731
 2009-01-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ رضي الله عنه قَالَ: (لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلالاً فَهَدَاكُمْ اللَّهُ بِي؟ وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمْ اللَّهُ بِي وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ بِي، كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. قَالَ: لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا، أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رِحَالِكُمْ؟ لَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ).

فالنبي صلى الله عليه وسلم نبَّه الأنصار إلى ما غفلوا عنه من عظيم ما اختصوا به منه صلى الله عليه وسلم بالنسبة إلى ما حصل عليه غيرهم من عرض الدنيا الفانية من غنم وبعير وأموال. فالبعض عاد بالدنيا إلى بيته وهم (بني الأنصار) رجعوا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتهم.

أما قوله صلى الله عليه وسلم: (الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ). فالشعار: هو الثوب الذي يلي الجلد من الجسد، والدثار: هو الثوب الذي يكون فوق الثوب الداخلي. وفي هذا استعارة لطيفة لفرط قرب الأنصار من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأراد كذلك أن الأنصار هم بطانته وخاصته وأنهم ألصق به وأقرب إليه من غيرهم . هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
38326 مشاهدة