أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8565 - قراءة سورة المسد في الصلاة

17-12-2017 21530 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأنه يكره قراءة سورة المسد في الصلاة؟ وهل صحيح بأن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نهى رجلاً عن قراءتها في الصلاة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8565
 2017-12-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِنَّ سُورَةَ المَسَدِ كَبَقِيَّةِ سُوَرِ القُرْآنِ العَظِيمِ، وَمَطْلُوبٌ مِنَ الإِنْسَانِ المُسْلِمِ قِرَاءَتُهَا كَقِرَاءَةِ بَقِيَّةِ السُّوَرِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ المُنْذِرِينَ﴾.

وَسُورَةُ المَسَدِ مِنْ أَهَمِّ السُّوَرِ التي أَثْبَتَتْ نُبُوَّةَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ القُرْآنَ الكَرِيمَ كَلَامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَو كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ تعالى لَاسْتَطَاعَ أَبُو لَهَبٍ أَنْ يَنْطِقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَبِذَلِكَ يُكَذِّبُ القُرْآنَ كُلَّهُ.

سُورَةُ المَسَدِ فِيهَا وَعِيدٌ مِنَ اللهِ تعالى لِكُلِّ مَنْ سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ للسَّعْيِ في الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ تعالى، فَإِذَا كَانَ هَذَا الحَسِيبُ النَّسِيبُ القَرِيبُ الذي سَعَى للصَّدِّ عَنْ دِينِ اللهِ تعالى كَانَتْ هَذِهِ نَتِيجَتَهُ، فَكَيْفَ بِغَيْرِهِ؟

وبناء على ذلك:

فَلَمْ يَرِدْ دَلِيلٌ عَلَى كَرَاهَةِ قِرَاءَةِ سُورَةِ المَسَدِ، لَا في الصَّلَاةِ  وَلَا في غَيْرِهَا، لِأَنَّهَا مِنْ كَلَامِ اللهِ.

وَبَعْضُ النَّاسِ يَظُنُّ بِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَتَأَذَّى مِنْ قِرَاءَتِهَا، لِأَنَّهَا نَزَلَتْ في حَقِّ عَمِّهِ أَبِي لَهَبٍ، وَهَذَا كَلَامٌ غَيْرُ صَحِيحٍ، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ مِنْ عَمِّهِ مَا لَمْ يَلْقَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَقَارِبِهِ.

وَمَا ثَبَتَ بِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَهَى رَجُلَاً كَانَ يُكْثِرُ مِنْ قِرَاءَتِهَا في الصَّلَاةِ عَنْ قِرَاءَتِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
21530 مشاهدة