أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2622 - هل يعذب الميت ببكاء أهله عليه؟

19-01-2010 15389 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. ويقول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيه). فكيف يكون التوفيق بين الآية الكريمة والحديث الشريف؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2622
 2010-01-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلا تعارض بين الآية الكريمة والحديث الشريف؛ لأن الحديث الشريف محمول على ما إذا أوصى الميت بالنياحة عليه ـ كما يفعل أهل الجاهلية ـ ونُفِّذت وصيتُه.

أو يحمل الحديث الشريف في حقِّ من لم يوصِ ألا يبكي عليه أحدٌ بكاء نياحة وشقِّ أثواب وما شاكل ذلك، فلكونه فرَّط في ترك الوصيَّة يُعذَّب، وخاصة إذا كان يعلم ذلك من أهله.

وقال بعض العلماء: بأن الحديث الشريف محمول على معنى: إنه يُعذَّب بسماعه بكاءَ أهله عليه، فيرقُّ لهم، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما زجر امرأةً عن البكاء على أبيها، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم ليبكي فيستعبر له صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم) رواه ابن أبي خيثمة وابن أبي شيبة والطبراني بإسناد حسن.

والمراد بالبكاء في الحديث البكاء بصوت ونياحة، لا مجرد دمع العين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْب يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلا ما يُرضي رَبَّنا، وَإِنَّا لفِرَاقِكَ يا إِبْرَاهيمُ لمَحْزُونُونَ) رواه البخاري عن أنس رضيَ اللَّه عنهُ.

فالعين منفعلة وليست بفاعلة، أما النياحة فبفعل الإنسان. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
15389 مشاهدة