أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

166 - سر فشل الحياة الزوجية

25-04-2007 585 مشاهدة
 السؤال :
ما هو السر في فشل الحياة الزوجية في أكثر الأحيان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 166
 2007-04-25

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالسِّـرُّ في فَشَلِ الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ وَاضِحٌ وَمَعْلُومٌ، وَلَكِنَّنَا نَتَجَاهَلُ، السِّـرُّ هُوَ عَدَمُ الاخْتِيَارِ في البِدَايَاتِ خِلَافَاً لِمَا أُمِرْنَا بِهِ، فَالإِسْلَامُ حَرِصَ عَلَى دَيْمُومَةِ الزَّوَاجِ بِالاعْتِمَادِ عَلَى حُسْنِ الاخْتِيَارِ، وَقُوَّةِ الأَسَاسِ الذي يُحَقِّقُ الصَّفَاءَ وَالسَّعَادَةَ وَالاطْمِئْنَانَ، وَذَلِكَ بِالدِّينِ وَالخُلُقِ، فَالدِّينُ يَقْوَى مَعَ مُضِيِّ العُمُرِ، وَالخُلُقُ يَسْتَقِيمُ بِمُرُورِ الزَّمَنِ وَتَجَارُبِ الحَيَاةِ، أَمَّا الغَايَاتُ الأُخْرَى التي يَتَأَثَّرُ بِهَا النَّاسُ مِنْ مَالٍ وَجَمَالٍ وَحَسَبٍ فَهِيَ وَقْتِيَّةُ الأَثَرِ، وَلَا تُحَقِّقُ دَوَامَ الارْتِبَاطِ، وَتَكُونُ غَالِبَاً مَدْعَاةً للتَّفَاخُرِ وَالتَّعَالِي وَلَفْتِ أَنْظَارِ الآخَرِينَ، لِذَا جَاءَ في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ المُتَّفَقِ عَلَيْهِ: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ».

ثُمَّ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صَرَاحَةً عَنْ زَوَاجِ المَرْأَةِ لِغَيْرِ دِينِهَا، وَحَذَّرَ مِنْ عَاقِبَةِ المَالِ وَالجَمَالِ، فَقَالَ: «لَا تَنْكِحُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ، فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ، وَلَا تَنْكِحُوهُنَّ لِأَمْوَالِهِنَّ، فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ تُطْغِيَهُنَّ، وَانْكِحُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ، وَلَأَمَةٌ سَوْدَاءُ خَرْمَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ» رواه البزار.

وَلَعَلَّ الشَّبَابَ يَفْهَمُونَ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: وَلَأَمَةٌ سَوْدَاءُ خَرْمَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ».

وَللبِيئَةِ أَثَرٌ كَبِيرٌ، فَلَا يَغْتَرَّ الشَّابُّ بِجَمَالِ بِيئَةٍ ذَاتِ تُرْبَةٍ وَضِيعَةٍ، رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ وَالدَّيْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ».

فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ؟

قَالَ: «المَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي المَنْبَتِ السُّوءِ».

وَحُسْنُ اخْتِيَارِ المَرْأَةِ ذُو هَدَفَيْنِ، إِسْعَادُ الرَّجُلِ، وَتَنْشِئَةُ الأَوْلَادِ نَشَأَةً صَالِحَةً، تَتَمَيَّزُ بِالاسْتِقَامَةِ وَحُسْنِ الأَخْلَاقِ، لِذَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ». رواه الحاكم. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
585 مشاهدة