أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3783 - هل يمكن الصلاة دون حديث النفس؟

07-03-2011 74006 مشاهدة
 السؤال :
لقد سمعت حديثاً عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول فيه: (مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). والسؤال: هل يمكن للإنسان أن يصلي دون أن يحدِّث نفسه أيَّ حديث؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3783
 2011-03-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالحديث صحيح أورده الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الوضوء، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ: (أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). هذا أولاً.

ثانياً: يقول مولانا عز وجل في كتابه العظيم: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}. ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ) رواه البخاري ومسلم.

وبناء على ذلك:

فحديث النفس قسمان: منه ما يكون بالقهر ولا يمكن ردُّه ولا دخل للإنسان فيه، ومنه ما يكون بالاختيار ويسترسل الإنسان معه ويمكن قطعه.

والحديث الشريف يقول فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ). وكلمة يُحدِّث تفيد التكسُّب من أحاديث النفس، يعني هو يستجلب الحديث ويسترسل معه، مع إمكانية صرفه.

والمقصود في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ). هو الحديث المكتسب والمُتَكَلَّف، أما الحديث الذي يهجم على الإنسان بدون قصد منه ولا يستطيع أن يدفعه فمعفوٌّ عنه. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
74006 مشاهدة