أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8695 - تعقد نفسياً

24-02-2018 1844 مشاهدة
 السؤال :
ولدي كان مسجلاً في بعض المعاهد، وعند إغلاق المعهد تعقد نفسياً، وصارت عنده اضطرابات نفسية، ظناً منه أن مستقبله قد ضاع، فبماذا تنصحنا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8695
 2018-02-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَنْصَحُكُمْ أولاً: أَنْ تُذَكِّرُوهُ بِالثِّقَةِ بِاللهِ تعالى، وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئَاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً﴾.

ثانياً: ذَكِرُوهُ بِحَقِيقَةِ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ تعالى، وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَو اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِـشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِـشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَو اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» رواه الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

ثالثاً: ذَكِّرُوهُ بِحَقِيقَةِ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿للهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرَاً﴾.

رابعاً: ذَكِّرُوهُ بِحَقِيقَةِ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ﴾.

خامساً: ذَكِّرُوهُ بِحَقِيقَةِ الإِيمَانِ بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ غَيْرَ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ، كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرَاً مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ جَبَلُ أُحُدٍ، أَوْ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبَاً أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَأَنَّكَ إِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا، دَخَلْتَ النَّارَ» رواه الإمام أحمد عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وبناء على ذلك:

فَحَرِّضُوهُ عَلَى زِيَادَةِ الإِيمَانِ بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، وَذَكِّرُوهُ بِقِصَّةِ سَيِّدِنَا مُوسَى مَعَ الـخَضِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ؛ لَقَدْ كَانَ خَرْقُ السَّفِينَةِ لِصَالِحِ أَهْلِهَا، وَكَانَ قَتْلُ الغُلَامِ لِصَالِحِ الأَبَوَيْنِ، وَكَانَ بِنَاءُ الجِدَارِ لِصَالِحِ اليَتِيمَيْنِ.

وَذَكِّرُوهُ بِقَوْلِ القَائِلِ:

يَا صَاحِبَ الهَمِّ إِنَّ الهَمَّ مُنْفَرِجٌ   ***   أَبْشِرْ بِـخَـيْـرٍ فَـإِنَّ الـفَـارِجَ اللهُ

إِذَا بُـلِـيتَ فَثِقْ بِاللهِ وَارْضَ بِهِ   ***   إِنَّ الذي يَكْشِفُ البَلْوَى هُوَ اللهُ

وَأَعِيدُوا النَّظَرَ في التَّرْبِيَةِ الإِيمَانِيَّةِ لِأَبْنَائِكُمْ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1844 مشاهدة