أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6337 - رُبَّ تال للقرآن والقرآن يلعنه

21-05-2014 53777 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة حديث: رُبَّ تال للقرآن والقرآن يلعنه؟ وما معناه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6337
 2014-05-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فما ثَبَتَ هذا الحَدِيثُ عن سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، بل هوَ من كَلامِ سَيِّدِنا أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

ومَعنى كَلامِ سَيِّدِنا أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: أنَّ تَالِي القُرآنِ يَقولُ: ﴿أَلا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِين﴾. وهوَ ظَالِمٌ لِنَفسِهِ ولِغَيرِهِ، ويَقرَأُ آياتِ تَحرِيمِ الرِّبا وهوَ مُرَابِي، ويَقرَأُ آياتِ بِرِّ الوَالِدَينِ وهوَ عَاقٌ لِوَالِدَيهِ، وهكذا ......

وبناء على ذلك:

فهذا الحَدِيثُ من كَلامِ سَيِّدِنا أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، ومَعنَاهُ صَحِيحٌ في حَقِّ العَبدِ المُخَالِفِ لأوَامِرِ اللهِ تعالى في القُرآنِ العَظيمِ، ولَيسَ المَقصُودُ مِنهُ أن يَترُكَ العَاصِي والمُخَالِفُ لأوَامِرِ اللهِ تعالى تِلاوَةَ القُرآنِ العَظيمِ، بل المَقصُودُ أن يَترُكَ المُخَالَفَاتِ، وذلكَ كَقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لله حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَلَيسَ المُرَادُ تَرْكَ الصِّيَامِ، بل المُرَادُ تَرْكُ الزُّورِ والعَمَلُ بِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
53777 مشاهدة