أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2197 - تريد نصيحة لتيسير الزواج

25-07-2009 169464 مشاهدة
 السؤال :
هل يوجد دعاء أو طريقة لتيسير الزواج؟ وإنني أصبحت أحزن عندما أرى إحدى قريباتي أو صديقاتي تزوجت، ولم أعد أستطيع حضور حفل زفاف، فبماذا تنصحني؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2197
 2009-07-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون}، ويقول: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين}، ويقول تبارك وتعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}، ويقول جلَّت قدرته: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}، ويقول تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِين * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون}.

ومن أركان الإيمان الرضا بقضاء الله تعالى وبقدره، لأن العبد لا يعرف أين يكمن الخير، ولذلك إذا كان القضاء والقدر مرّاً فلنتذكر قوله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}.

فالإنسان لا يعرف أين يكمن الخير، فربما أن تكون العزوبة هي الخير في حق الإنسان فترة من الزمن، ثم يهيئ الله عز وجل للعازب من الرجال والنساء ما يحقِّق لهم سعادة الدنيا والآخرة.

لذلك أنصحك يا أختاه بما يلي:

أولاً: أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى، فإن ذلك يزيد في إيمان العبد، ومن زاد إيمانه عرف جيداً قوله تعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون}.

ثانياً: عليك بالعفة وغض البصر وحفظ الفرج واللسان، ولا حرج أن تصرحي لوالدتك أن تقول لوالدك: ابحث عن رجل صالح لابنتك، ولتكن متأسياً في ذلك بسيدنا شعيب عليه السلام عندما قال لسيدنا موسى عليه السلام: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، ومتأسياً بسيدنا عمر رضي الله عنه عندما عرض ابنته حفصة رضي الله عنها على سيدنا أبي بكر وسيدنا عثمان رضي الله عنهم أجمعين.

ثالثاً: أكثر من الاستغفار، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) رواه أبو داود.

رابعاً: عليك بصلاة الحاجة التي علَّمنا إياها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنْ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى اللَّهِ، وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لِيَقُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ، وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ) رواه الترمذي وابن ماجه.

أسأل الله تعالى أن يهيئ لنا جميعاً أسباب سعادة الدارين، وأن يفرِّج كربك وكرب كل مكروب. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
169464 مشاهدة