أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4589 - تعزية نصراني, وشهود جنازته في الكنيسة

07-12-2011 13510 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للمسلم أن يعزي نصرانياً بوفاة قريب له؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4589
 2011-12-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ ).

وأخرج الإمام أحمد عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: (أَنَّ يَهُودِيًّا دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إِلَى خُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ فَأَجَابَهُ).

وذكر الفقهاء أنه لا حرج من تعزية أهل الكتاب، وعيادة مرضاهم، ومواساتهم عند المصائب بنية دعوتهم إلى الإسلام وتأليف قلوبهم.

وبناء على ذلك:

فلا حرج من تعزية النصراني بقريبه، ولكن لا يدعو لميته بالمغفرة والرحمة، ولو كان صاحب خُلُق حسن وسيرة طيبة، وذلك لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيم}.

ويذكِّرهم بالله تعالى، ويحثهم على الصبر، ويدعو لهم بالهداية وأن يشرح الله صدورهم للإسلام.

وتجدر الملاحظة بأنه لا يجوز للمسلم حضور جنازته في الكنيسة لوجود المنكرات فيها، ولو لم يفعل المسلم فعلهم، وذلك لقوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ}. فإن حضر وجب عليه أن ينكر عليهم منكراتهم، فإن لم يقدر حرم عليه الحضور. هذا، والله تعالى أعلم.
المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
13510 مشاهدة