أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

365 - تشبيك الأصابع في المسجد

09-06-2007 59 مشاهدة
 السؤال :
مَا حُكْمُ تَشْبِيكِ الأَصَابِعِ في المَسْجِدِ؟ وَهَلْ يُوجَدُ دَلِيلٌ عَلَى ذَلِكَ؟ وَمَا هِيَ الحُكْمُ مِنْ عَدَمِ جَوَازِ ذَلِكَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 365
 2007-06-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

تَشْبِيكُ الأَصَابِعِ في المَسَاجِدِ لَهُ حَالَاتٌ عِدَّةٌ:

1- إِمَّا أَنْ يَكُونَ في الصَّلَاةِ.

2- وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ في المَسْجِدِ وَهُوَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ.

3- وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَثْنَاءَ الذَّهَابِ إلى المَسْجِدِ للصَّلَاةِ.

4- وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ في المَسْجِدِ بَعْدَ الصَّلَاةِ.

أَوَّلًا: التَّشْبِيكُ في الصَّلَاةِ: أَجْمَعَ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ تَشْبِيكَ الأَصَابِعِ في الصَّلَاةِ مَكْرُوهٌ، لِمَا رُوِيَ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: رَأَى رَجُلًا قَدْ شَبَّكَ أَصَابِعَهُ فِي الصَّلَاةِ، فَفَرَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه.

وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا في الذي يُصَلِّي وَهُوَ يُشَبِّكُ أَصَابِعَهُ، تِلْكَ صَلَاةُ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ.

ثانياً: التَّشْبِيكُ في المَسْجِدِ، وَهُوَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ: ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ مِنَ الحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ إلى كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ، لِأَنَّ مَنْ كَانَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ في صَلَاةٍ، لِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَلِمَا رَوَى أَحْمَدُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ فَإِنَّهُ فِي صَلَاةٍ».

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَلَا يُشَبِّكَنَّ، فَإِنَّ التَّشْبِيكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ».

ثَالِثًا: التَّشْبِيكُ أَثْنَاءَ الذَّهَابِ إلى المَسْجِدِ للصَّلَاةِ: ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ، وَذَلِكَ لِحَدِيثِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ فَإِنَّهُ فِي صَلَاةٍ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ.

رَابِعًا: التَّشْبِيكُ في المَسْجِدِ بَعْدَ الصَّلَاةِ: ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى عَدَمِ كَرَاهَةِ ذَلِكَ، لِحَدِيثِ ذِي اليَدَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، الذي رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتَيِ العَشِيِّ ـ قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: سَمَّاهَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَكِنْ نَسِيتُ أَنَا ـ قَالَ: فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَامَ إِلَى خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا كَأَنَّهُ غَضْبَانُ، وَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى اليُسْرَى، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَوَضَعَ خَدَّهُ الأَيْمَنَ عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ اليُسْرَى، وَخَرَجَتِ الـسَّرَعَانُ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجِدِ، فَقَالُوا: قَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟

وَفِي القَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ، وَفِي القَوْمِ رَجُلٌ فِي يَدَيْهِ طُولٌ، يُقَالُ لَهُ: ذُو اليَدَيْنِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟

قَالَ: «لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ».

فَقَالَ: «أَكَمَا يَقُولُ ذُو اليَدَيْنِ».

فَقَالُوا: نَعَمْ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى مَا تَرَكَ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ، فَرُبَّمَا سَأَلُوهُ: ثُمَّ سَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ.

وَالحِكْمَةُ مِنْ عَدَمِ التَّشْبِيكِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَأَثْنَاءَ الصَّلَاةِ: لِمَا فِيهِ مِنَ التَّشَبُّهِ بِالشَّيْطَانِ، وَخَاصَّةً في الصَّلَاةِ هُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ العَبَثِ فِيهَا.

وَفِي حَاشِيَةِ الطَّحْطَاوِيِّ عَلَى مَرَاقِي الفَلَاحِ: أَنَّ التَّشْبِيكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَأَنَّهُ يَجْلِبُ النَّوْمَ، وَالنَّوْمُ مِنْ مَظَانِّ الحَدَثِ، وَلِمِا نَبَّهَ عَلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِقَوْلِهِ: (تِلْكَ صَلَاةُ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ). هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
59 مشاهدة