366ـ خطبة الجمعة: كيف كنا؟ وكيف أصبحنا؟

366ـ خطبة الجمعة: كيف كنا؟ وكيف أصبحنا؟

 

 366ـ خطبة الجمعة: كيف كنا؟ وكيف أصبحنا؟

 مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عباد الله، كَيفَ كُنَّا بالأمسِ، وكَيفَ أصبَحَ حَالُنا اليَومَ؟

لقد كُنَّا بالأمسِ ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾. دَانَت لنا العَرَبُ، ودَفَعَت لنا الجَزيَةَ الأعاجِمُ، وتَغَيَّرَ الحَالُ، ودَارَ الزَّمانُ حتَّى هَوَتِ الأُمَّةُ من العَلياءِ لِتَستَقِرَّ في الغَبراءِ، وصِرنا غُثاءً كَغُثاءِ السَّيلِ، وأصبَحَ زِمامُ أمرِ الأُمَّةِ بِيَدِ أعدائِها، وتَسَلَّطَ عَلَيها من كَفَرَ بِرَبِّها ونَبِيِّها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وكِتابِها، تَسَلَّطَ عَلَيها من ضُرِبَتِ عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ والمَسكَنَةُ وباؤوا بِغَضَبٍ من الله، تَسَلَّطَ عَلَيها من لُعِنوا على لِسانِ أنبِيائِهِم.

يا عباد الله، لقد كانَ سَلَفُنا الصَّالِحُ كما قال تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾. وصَارَ الخَلَفُ بَأسُهُم بَينَهُم شَديدٌ!!

كانَ السَّلَفُ كما قال تعالى: ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ الله وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾. وكما قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ﴾. وصَارَ الخَلَفُ كما قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّاً﴾ !!!

رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُشَخِّصُ الدَّاءَ:

يا عباد الله، لقد تَغَيَّرَ حَالُ الأُمَّةِ، وتَغَيَّرَ حَالُ الخَلَفِ عن حَالِ السَّلَفِ حتَّى هَوَتِ الأُمَّةُ من العَلياءِ إلى الغَبراءِ.

لذلكَ كانَ لِزاماً على عُقَلاءِ الأُمَّةِ أن يَعرِفوا الدَّاءَ الذي أضَرَّ بالأُمَّةِ حتَّى أوصَلَها إلى هذه الحَالِ الذي لا تُحسَدُ عَلَيهِ أبَداً، وإذا حَارَ العُقَلاءُ في تَشخيصِ الدَّاءِ فإنِّي أقولُ: لقد شَخَّصَ لنا سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ دَاءَ هذهِ الأُمَّةِ، وأجابَ عن السَّبَبِ الذي أوصَلَ الأُمَّةَ إلى ما وَصَلَت إلَيهِ اليَومَ بِبَيانٍ شافٍ ووافٍ.

روى الحاكم وابن ماجه عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بالله أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَر الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِم الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِم الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِن السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ الله وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ الله وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ».

أولاً: ظُهورُ الفَاحِشَةِ جِهاراً نَهاراً:

يَقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ تَظْهَر الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِم الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِم الَّذِينَ مَضَوْا».

يا شَبابَ هذهِ الأُمَّةِ، ويا رِجالَها، ويا فَتَياتِها، ويا نِساءَها، هل انتَشَرَتِ الفَاحِشَةُ أم لا؟

أُناشِدُكُمُ اللهَ تعالى، لا تَكونوا سَبَباً في عَواقِبِ هذهِ الفَاحِشَةِ، لأنَّهُ وَرَبِّ الكَعبَةِ لَتُسأَلُنَّ عن هذا يَومِ القِيامَةِ.

ثانياً: تَطفيفُ الكَيلِ والمِيزانِ:

يقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ».

يا تُجَّارَ الأُمَّةِ، يا أيُّها البَاعَةُ، لماذا التَّطفيفُ في الكَيلِ والمِيزانِ؟ أَمِنْ أجلِ عَرَضٍ من الدُّنيا تَكونوا سَبَباً للقَحطِ، وشِدَّةِ المَؤونَةِ، وجَورِ السُّلطانِ؟ فَوَرَبِّ الكَعبَةِ لَتُسأَلُنَّ عن هذا يَومِ القِيامَةِ.

ثالثاً: مَنْعُ الزَّكاةِ:

يَقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِن السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا».

يا أغنِياءَ الأُمَّةِ، يا من مَلَكتُمُ النِّصابَ ـ نِصابَ الزَّكاةِ ـ لماذا لا تُؤَدُّونَ زَكاةَ أموالِكُم، لماذا تَكونونَ سَبَباً في مَنْعِ القَطْرِ من السَّماءِ؟ وإذا رَأَيتُم قَطْرَ السَّماءِ مَعَ مَنْعِ الزَّكاةِ فاعلَموا أنَّ هذا القَطْرَ بِبَرَكَةِ البَهائِمِ الرُّتَّعِ.

كُونوا على يَقينٍ وَرَبِّ الكَعبَةِ بَأَنَّكُم سَتُسألونَ عن هذا يَومَ القِيامَةِ، وتَذَكَّروا قَولَ الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُون﴾.

رابعاً: نَقْضُ العَهْدِ:

يَقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ الله وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّاً مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ».

يا من يُعطونَ العَهْدَ والمِيثاقَ لله عزَّ وجلَّ ولِرَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وللمُؤمِنينَ، لماذا نَقْضُ العَهْدِ؟ لماذا تَكونُونَ سَبَباً في تَسليطِ العَدُوِّ على الأُمَّةِ حتَّى يَأخُذَ بَعضَ ما في أيديهِم؟ أمَا تَعلَمونَ بأنَّ نَقْضَ العَهْدِ والمِيثاقِ من صِفاتِ المُنافِقينَ؟

يا من نَقَضتُمُ العَهْدَ والمِيثاقَ وكُنتُم سَبَباً في نَتائِجِ هذا النَّقْضِ فَوَرَبِّ الكَعبَةِ لَتُسأَلُنَّ عن هذا يَومِ القِيامَةِ.

خامساً: الحُكمُ بِغَيرِ ما أنزَلَ اللهُ:

يَقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ الله وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ».

يا حُكَّامَ العَرَبِ والمُسلِمينَ، لماذا لم تَحكُموا بِكِتابِ الله عزَّ وجلَّ، وبِسُنَّةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟ هل رَأَيتُمْ تَشريعاً وَضْعِيَّاً خَيراً من تَشريعِ الله تعالى؟ لماذا كُنتُم سَبَباً في جَعلْ البَأسِ بَينَنا شَديداً؟

يا من لم يَحكُم بما أنزَلَ اللهُ، وكانَ سَبَباً في هذا البَأسِ الشَّديدِ الحَاصِلِ بَينَنا فَوَرَبِّ الكَعبَةِ لَتُسأَلُنَّ عن هذا يَومِ القِيامَةِ.

الكَثيرُ لا يَحمِلونَ من الإسلامِ إلا اسمَهُ:

يا عباد الله، هل عَرَفنا السَّبَبَ في سُقوطِ الأُمَّةِ من العَلياءِ إلى الغَبراءِ؟

هل عَرَفنا بأنَّ أعداءَ الأُمَّةِ لا يَألونَ جُهداً في تَطويعِ وتَطبيعِ العالَمِ الإسلامِيِّ بِتَبَعِيَّةِ الحَياةِ الغَربِيَّةِ؟

يا عباد الله، لقد أضحى الكَثيرُ من المُسلِمينَ لا يَحمِلونَ من الإسلامِ إلا اسمَهُ، يَدَّعونَ الإسلامَ والإيمانَ، ولكنَّهُم لا يَعرَفونَهُ سُلوكاً وعَمَلاً يُوافِقُ تَعاليمَ الإسلامِ الحَنيفِ الذي أكرَمَنا اللهُ عزَّ وجلَّ به.

البَعضُ يَدَّعونَ الإسلامَ ويَرتَكِبونَ الفَواحِشَ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ.

البَعضُ يَدَّعونَ الإسلامَ ويُطَفِّفونَ الكَيلَ والمِيزانَ ويَأكُلونَ أموالَ النَّاسِ بالباطِلِ.

البَعضُ يَدَّعونَ الإسلامَ ويَمنَعونَ الزَّكاةَ، ولا يَعرَفونَ لله في أموالهِم حَقَّاً.

البَعضُ يَدَّعونَ الإسلامَ ويَنقُضونَ العَهْدَ والمِيثاقَ ولا يَرعَونَ إلَّاً ولا ذِمَّةً.

البَعضُ يَدَّعونَ الإسلامَ ولا يَحكُمونَ بِكِتابِ الله تعالى ولا بِسُنَّةِ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

البَعضُ يَدَّعونَ الإسلامَ ولا يَحتَكِمونَ لِكِتابِ الله تعالى ولا لِسُنَّةِ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

يا عباد الله، بهذهِ الأسبابِ هَوَتِ الأُمَّةُ إلى الغَبراءِ من عَليائِها، واجتَرَأَ عَلَيها عَدُوُّها، ونُزِعَت هَيبَتُها من قُلوبِ أعدائِها.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يا عباد الله، سَلَفُ الأُمَّةِ عِندَما التَزَمَ كَلِمَةَ التَّوحيدِ التي قالَ عنها سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَمِّ، أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَتُؤَدِّي الْعَجَمُ إِلَيْهِمْ الْجِزْيَةَ» رواه الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما. لقد التَزَمَ سَلَفُ الأُمَّةِ هذهِ الكَلِمَةَ سُلوكاً وعَمَلاً بَعدَ الاعتِقادِ، فكانوا بَعدَ ذلكَ بِفَضْلِ الله تعالى: ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾.

وأمَّا خَلَفُ السَّلَفِ عِندَما فَرَّغوا كَلِمَةَ التَّوحيدِ من مَعناها ـ إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى ـ بِسَبَبِهِم هَوَتِ الأُمَّةُ إلى الغَبراءِ، وصَارَ بَأسُهُم بَينَهُم.

يا عباد الله، إذا أرَدْنا أن يُعيدَ اللهُ عزَّ وجلَّ لنا عِزَّنا السَّامي الذي ذَهَبَ، لا يَسَعُنا إلا الاتِّباعُ والانقِيادُ لِسَلَفِ هذهِ الأُمَّةِ الذينَ كانوا على قَدَمِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

يا عباد الله، كونوا على يَقينٍ بأنَّ الشَّرقَ والغَربَ لا يُريدونَ خَيراً لهذهِ الأُمَّةِ، كَيفَ يُريدونَ الخَيرَ لها واللهُ تعالى يَقولُ في حَقِّهِم: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾؟! كَيفَ يُريدونَ الخَيرَ لها واللهُ تعالى يَقولُ لنا: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾؟!

يا عباد الله، هل تَرجِعُ الأُمَّةُ إلى رُشدِها وصَوابِها؟

هل تَرجِعُ الأُمَّةُ لِتَصطَلِحَ مَعَ رَبِّها عزَّ وجلَّ؟

هل تَرجِعُ الأُمَّةُ للالتِزامِ بِكِتابِ الله تعالى وبِسُنَّةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

هل تَرجِعُ الأُمَّةُ لِتَحتَكِمَ إلى كَتابِ الله تعالى القائِلِ: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾؟

أسألُ اللهَ تعالى أن يَرُدَّنا إلَيهِ رَدَّاً جَميلاً، وأن يَلطُفَ بهذهِ الأُمَّةِ. آمين.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 23/ربيع الأول/1435هـ، الموافق: 24/كانون الثاني/ 2014م

 2014-01-24
 20776
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

12-04-2024 352 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 352
09-04-2024 515 مشاهدة
908ـ خطبة عيد الفطر 1445 هـ:هنيئا لك يوم الجائزة إن كنت من المقبولين

هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد

 09-04-2024
 
 515
04-04-2024 663 مشاهدة
907ـ خطبة الجمعة: شمروا عن ساعد الجد

هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد

 04-04-2024
 
 663
28-03-2024 548 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 548
21-03-2024 971 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 971
14-03-2024 1695 مشاهدة
904ـ خطبة الجمعة: حافظوا على الطاعات والعبادات

فَيَا عِبَادَ اللهِ: كُلُّ عَامِلٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لَهُ هَدَفٌ يُرِيدُ الوُصُولَ إِلَيْهِ، وَكُلُّ مُجْتَهِدٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ لَهُ غَايَةٌ يُرِيدُ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا. وَقِيمَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ تَأْتِي ... المزيد

 14-03-2024
 
 1695

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3159
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412583443
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :