أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4212 - هل حبُّ الصحابة فرض على الأمة؟

29-08-2011 18217 مشاهدة
 السؤال :
هل حبُّ أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فرض على الأمة، وخاصة الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4212
 2011-08-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (الأَنْصَارُ لا يُحِبُّهُمْ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ) رواه البخاري ومسلم.

ويقول سيدنا علي رضي الله عنه: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَنْ لا يُحِبَّنِي إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضَنِي إِلا مُنَافِقٌ. رواه مسلم.

وسئل الحسن البصري رحمه الله تعالى: هل حبُّ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما سنة؟ قال: لا فريضة.

ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: من لم يحبَّ الصحابة فليس بثقة...

وبناء على ذلك:

فحبُّ الصحابة رضي الله عنهم من الدين، وخاصة الخلفاء الأربعة، يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي، اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي، لا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ) رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: حديث حسن.

ومن سعادة المؤمن أن يحبَّ الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وخاصة الأئمة الخلفاء الأربعة، لأن المرء يحشر مع من أحب، أما المبغض لهم فهو في الحقيقة مبغض للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والعياذ بالله تعالى، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ).

اللهم إنا نشهدك ونشهد حملة عرشك، بأننا نحبك، ونحب حبيبك المصطفى سيدنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ونحب أصحابه الكرام أجمعين، وخاصة الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، ونرجوك يا ربنا أن تحشرنا معهم تحت لواء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأنت راضٍ عنا، يا رب أنت القائل: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}. اللهم اجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
18217 مشاهدة