أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8646 - البقية في حياتك

28-01-2018 1718 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة هذا القول في التعازي لأهل المتوفى: البقية في حياتك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8646
 2018-01-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَفَثَ رُوحُ الْقُدُسِ فِي رَوْعِي أَنَّ نفْسَاً لَنْ تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا، وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمِ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ».

فَأَجَلُ العَبْدِ مَحْدٌودٌ وَمَحْتُومٌ، لَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يَتَأَخَّرُ عَنْ وَقْتِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسَاً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.

وَالرِّزْقُ مَقْسُومٌ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ».

وبناء على ذلك:

فَإِذَا انْتَهَى رِزْقُ العَبْدِ وَأَجَلُهُ يَمُوتُ، وَلَنْ يَبْقَى مِنْ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ شَيْءٌ، لِذَا مِنَ الخَطَأِ الشَّائِعِ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ المُعَزِّي لِأَهْلِ المَيْتِ: البَقِيَّةُ في حَيَاتِكُمْ.

مَا هِيَ البَقِيَّةُ التي تَكُونُ في حَيَاةِ أَهْلِ المُتَوَفَّى؟

لِذَا عَلَى المُعَزِّي أَنْ يَقُولَ لِأَهْلِ المُتَوَفَّى: أَعْظَمَ اللهُ أَجْرَكُمْ، وَأَحْسَنَ عَزَاءَكُمْ، وَرَحِمَ مَيِّتَكُمْ، إِنَّ فِي اللهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفَاً مِنْ كُلِّ فَائِتٍ، فَبِاللهِ فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا، فَإِنَّمَا المَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابُ. رواه الحاكم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1718 مشاهدة