أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7836 - يا سيدي يا رسول الله يا سندي

30-01-2017 8450 مشاهدة
 السؤال :
ما رأيكم في قول المنشد في المولد: يَـا سَـيِّدِي يَا رَسُولَ اللِه يَا سَـنَدِي *** يَا وَاسِعَ الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ وَالمَدَدِ يَـا مَـنْ هُـوَ المُرْتَجَى في كُـلِّ نَـازِلَـةٍ *** وَمَنْ هُوَ المَوْرِدُ الأَحْلَى لِـكُلِّ صَـدِ يُمْنَاكَ فَوْقَ البِحَارِ الزَّاخِرَاتِ نَدَىً *** تُعْطِي الجَزِيلَ بِلَا حَصْرٍ وَلَا عَـدَدِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7836
 2017-01-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أَولاً: سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ سَنَدُنَا في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وفي الآخِرَةِ مِنْ حَيْثُ السَّبَبُ، مَعَ اعْتِقَادِنَا بِأَنَّ المُسَبِّبَ الحَقِيقِيَّ إِنَّمَا هُوَ اللهُ تعالى وَحْدَهُ.

وَلَكِنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَبَاً، فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَبَبٌ لِهِدَايَتِنَا، وَسَبَبٌ لِتَفْرِيجِ كُرُبَاتِنَا، وَسَبَبٌ لِنَقْلِنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ، وَسَبَبٌ لِحَلِّ نِزَاعَاتِنَا.

كَمَا أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَنَدٌ لَنَا في الدُّنْيَا، فَهُوَ سَنَدٌ لَنَا في الآخِرَةِ، إِذْ هُوَ صَاحِبُ الشَّفَاعَةِ العُظْمَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ثانياً: سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ المُرْتَجَى في كُلِّ نَازِلَةٍ، فَقَدِ اسْتَغَاثَ لَنَا في النَّوَازِلِ، وَهُوَ الذي عَلَّمَ الضَّرِيرَ فَاقِدَ الـبَصَرِ كَيْفَ يَدْعُو اللهَ تعالى، روى الترمذي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلَاً ضَرِيرَ الـبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَنِي.

قَالَ: «إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ، وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ».

قَالَ: فَادْعُهْ.

قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ».

وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المُرْتَجَى لَنَا في كُلِّ نَازِلَةٍ، حَيْثُ نَتَوَسَّلُ إلى اللهِ تعالى بِمَقَامِهِ الكَرِيمِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

ثالثاً: وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَاحِبُ اليَدِ البَيْضَاءِ على جَمِيعِ المَخْلُوقَاتِ عُلْوِيِّهَا وَسُفْلِيِّهَا، أَلَمْ يَقُلْ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾؟

فَهَلْ هُنَاكَ مَوْجُودٌ مِنَ المَوْجُودَاتِ لَمْ يَكُنْ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَضْلٌ عَلَيْهِ؟

وبناء على ذلك:

فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ سَنَدُنَا مِنْ حَيْثُ السَّبَبُ، وَهُوَ وَاسِعُ الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ وَالجُودِ وَالمَدَدِ مِنْ حَيْثُ السَّبَبُ، وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المُرْتَجَى في جَمِيعِ النَّوَازِلِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالأُخْرَوِيَّةِ مِنْ حَيْثُ السَّبَبُ، وَهُوَ صَاحِبُ الفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ على جَمِيعِ العَوَالِمِ مِنْ حَيْثُ السَّبَبُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
8450 مشاهدة