أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7981 - الحكمة من تحريم لحم الخنزير

20-04-2017 1675 مشاهدة
 السؤال :
ما هي الحكمة من تحريم لحم الخنزير؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7981
 2017-04-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرَاً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالَاً مُبِينَاً﴾.

وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾.

ثانياً: يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ﴾.

وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾.

وَيَقُولُ تعالى: ﴿قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمَاً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمَاً مَسْفُوحَاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقَاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ﴾.

وبناء على ذلك:

فَالإِنْسَانُ المُؤْمِنُ لَا يَسَعُهُ إِلَّا أَنْ يَقُولَ لِأَمْرِ اللهِ تعالى، وَلِأَمْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾. عَرَفَ العِلَّةَ أَمْ لَمْ يَعْرِفْهَا، وَعَرَفَ الحِكْمَةَ أَمْ لَمْ يَعْرِفْهَا.

وَلَا يَجُوزُ للمُسْلِمِ أَنْ يَرْفُضَ حُكْمَ الشَّرِيعَةِ، وَلَا التَّوَقُّفُ عَلَى تَنْفِيذِ أَمْرِ اللهِ تعالى وَأَمْرِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَمْ تَظْهَرْ لَهُ الحِكْمَةُ، وَلَمْ يَعْرِفِ الغَايَةَ، لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَمْتَثِلِ الأَمْرَ إِلَّا بَعْدَ مَعْرِفَةِ العِلَّةِ وَالغَايَةِ وَالحِكْمَةِ لَا يُسَمَّى مُؤْمِنَاً.

وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ بِأَنَّ الخِنْزِيرَ حَيَوَانٌ خَبِيثٌ قَذِرٌ، يَعِيشُ عَلَى الأَوْسَاخِ وَالقَاذُورَاتِ، وَتَأْبَاهُ النُّفُوسُ السَّوِيَّةُ.

وَقَدْ ثَبَتَ طِبِّيَّاً أَنَّ الخِنْزِيرَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الحَيَوَانَاتِ يُعَدُّ مُسْتَوْدَعَاً للجَرَاثِيمِ الضَّارَّةِ بِجِسْمِ الإِنْسَانِ، وَتَفْصِيلُ ذَلِكَ عِنْدَ الأَطِبَّاءِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُقَوِّيَ إِيمَانَهُ بِمَا حَرَّمَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1675 مشاهدة