أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6476 - القواعد من النساء

19-08-2014 428 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ واللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. فما هو المأذون للمرأة التي أصبحت من القواعد؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6476
 2014-08-19

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإذا اجتَمَعَ للمَرأَةِ مَعَ بُلُوغِهَا سِنَّ اليَأسِ انقِطَاعُ رَجَائِهَا في النِّكَاحِ ثَبَتَ لها نَوعٌ من الرُّخصَةِ في كَمَالِ الاستِتَارِ، قال تعالى: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ واللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

ويَقُولُ الإمامُ القُرطُبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: هُنَّ العُجَّزُ اللَّوَاتِي قَعَدْنَ عن التَّصَرُّفِ من السِّنِّ، وقَعَدْنَ عن الوَلَدِ والمَحِيضِ. اهـ.

هذهِ المَرأَةُ رُخِّصَ لَهَا جَوَازُ وَضْعِ الجِلبَابِ أو الرِّدَاءِ عَنهَا، إذا كَانَ ما تَحتَهُ من الثِّيَابِ سَاتِرَاً لِجَسَدِهَا، ولم يَكُنْ بِحَدِّ ذَاتِهِ من الزِّينَةِ.

ويُبَاحُ النَّظَرُ إلى وَجْهِهَا وكَفَّيهَا عِندَ جُمهُورِ الفُقَهَاءِ، ويَقُولُ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما: اِستَثنَاهُنَّ اللهُ من قَولِهِ تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾. اهـ. الكافِي في فِقهِ الإمامِ أحمد. لأنَّ ما حَرُمَ النَّظَرُ لأجلِهِ مَعدُومٌ في جِهَتِهَا.

وبناء على ذلك:

فقد نَفَى اللهُ تعالى الجُنَاحَ ـ وهوَ الإثمُ ـ عن العَجَائِزِ اللَّاتِي لا يَرجُونَ نِكَاحَاً لِعَدَمِ رَغبَةِ الرِّجَالِ بِهِنَّ لِكِبَرِ سِنِّهِنَّ، بِشَرطِ أن لا يَكُونَ الغَرَضُ من ذلكَ التَّبَرُّجُ والزِّينَةُ.

وأَبَاحَ الشَّرعُ لَهَا أن تَكشِفَ عن وَجْهِهَا وكَفَّيهَا، وأن تَضَعَ جِلبَابَهَا إذا لم يَكُنِ الثَّوبُ الذي تَحتَهُ من الزِّينَةِ أَمَامَ الأَجَانِبِ، ولكن السَّتْرُ في حَقِّهَا أَفضَلُ، لِقَولِهِ تعالى: ﴿وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
428 مشاهدة
الملف المرفق