أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6645 - أجر صلاة الفرض والنفل في المسجد النبوي

22-12-2014 3923 مشاهدة
 السؤال :
هل أجر الصلاة المضاعف في المسجد النبوي الشريف يشمل صلاة الفرض والنافلة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6645
 2014-12-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد أخرَجَ الإمَامُ البُخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ».

واتَّفَقَ الفُقَهَاءُ فِي حُصُولِ الأَفضَلِيَّةِ ومُضَاعَفَةِ الثَّوابِ الوارِدَةِ فِي الحَدِيثِ لِصَلاةِ الفَرضِ.

أمَّا فِي صَلاةِ النَّافِلَةِ فَاختَلَفُوا، فَذَهَبَ فُقَهَاءُ الحَنَفِيَّةُ والمَالِكِيَّةُ والحَنَابِلَةُ إلى أنَّ الأَفضَلِيَّةَ ومُضاعَفَةَ الثَّوابِ الوارِدَةِ فِي الحَدِيثِ خَاصَةٌ بالفَرائِضِ دُونَ النَّوَافِلِ، لأنَّ صَلاةَ النَّافِلَةِ في البَيتِ أفضَلُ وأقرَبُ إلى الإِخلَاصِ، وأبعَدُ عنِ الرِيَاءِ، لِقولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي مَسْجِدِي هَذَا، إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ». رواه الإمَامُ أبو دَاوُد عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

ولقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إذا قَضَى أَحَدُكُمْ صلاتَهُ في مسْجِدِهِ، فَلَيجْعَلْ لِبَيْتهِ نَصِيباً مِنْ صَلاتِهِ، فَإنَّ اللهَ جَاعِلٌ في بيْتِهِ مِنْ صلاتِهِ خَيْراً». رواهُ الإمامُ مُسلِم عَنْ جابرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَذَهَبَ فَقَهَاءُ الشَّافِعِيَةِ وبَعضِ المَالِكِيَّةِ إلى أنَّ التَّفضِيلَ الوَارِدَ بِالحَدِيثِ يَعُمُّ صَلاةَ الفَرضِ وصَلَاةَ النَّفلِ.

وبناء على ذلك:

فَعِندَ جُمهُورِ الفُقَهَاءِ مُضَاعَفَةُ ثَوَابِ الصَّلاةِ مَقصُورَةٌ على الفَرائِضِ دُونَ النَّوَافِلِ، خِلَافاً للسَّادَةِ الشَافِعِيَّةِ الَّذينَ قَالُوا بِالتَّعمِيمِ بَينَ الفَرضِ والنَّفلِ.

وإنِّي أَرَى بِالنِّسبَةِ للحُجَّاجِ والمُعتَمِرِينَ أن يأخُذُوا بِقَولِ السَّادَةِ الشَّافِعِيَّةِ حتَّى تَكونَ جَمِيعَ صَلَوَاتِهِم بِالمَسجِدِ النَّبَويِّ. هذا، والله تعالى أعلم. 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3923 مشاهدة