أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

42 - ما هو حكم سجود الشكر؟

07-05-2007 25043 مشاهدة
 السؤال :
ما هو حكم سجود الشكر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 42
 2007-05-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَيُشْرَعُ سُجُودُ الشُّكْرِ عِنْدَ مَنْ قَالَ بِهِ لِطُرُوءِ نِعْمَةٍ ظَاهِرَةٍ، كَأَنْ رَزَقَهُ اللهُ وَلَدَاً بَعْدَ يَأْسٍ، أَو لِانْدِفَاعِ نِقْمَةٍ، كَأَنْ شُفِيَ لَهُ مَرِيضٌ، أَو وَجَدَ ضَالَّتَهُ، أَو نَجَا مِنْ غَرَقٍ أَو حَرِيقٍ، أَو لِرُؤْيَةِ مُبْتَلَىً أَو عَاصٍ، أَيْ شُكْرَاً للهِ تعالى عَلَى سَلَامَتِهِ هُوَ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ البَلَاءِ وَتِلْكَ المَعْصِيَةِ.

وَصَرَّحَ الشَّافِعِيَّةُ وَالحَنَابِلَةُ بِأَنَّهُ يُسَنُّ السُّجُودُ سَوَاءٌ كَانَتِ النِّعْمَةُ الحَاصِلَةُ أَو النِّقْمَةُ المُنْدَفِعَةُ خَاصَّةً بِهِ، أَو بِوَلَدِهِ أَو عَامَّةِ المُسْلِمِينَ، كَالنَّصْرِ عَلَى الأَعْدَاءِ.

أَخْرَجَ أَبُو دَاود عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ ـ أَوْ بُشِّرَ بِهِ ـ خَرَّ سَاجِدَاً شَاكِرًا للهِ.

وَسَجَدَ سَيِّدُنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ فَتَحَ اليَمَامَةَ، حِينَ جَاءَهُ خَبَرُ مَقْتَلِ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ، وَسَجَدَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ وَجَدَ ذَا الثَّدِيَّةِ بَيْنَ قَتْلَى الخَوَارِجِ.

وَرَوَى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لِي: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ» فَسَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شُكْرَاً للهِ.

وأخرج النسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في سَجدَةِ سُورَةِ (ص): «سَجَدَهَا دَاوُدُ تَوْبَةً، وَنَسْجُدُهَا شُكْرَاً».

وَسَجَدَ سَيِّدُنَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَمَا رَوَى البخاري أَنَّهُ: لَمَّا بُشِّرَ بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْهِ خَرَّ سَاجِدَاً. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
25043 مشاهدة