أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

72 - ما يستحب فعله بعد دفن الميت

17-05-2007 50800 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح أنه يستحب أن يهال التراب على الميت بعد دفنه بثلاث حثيات، وأن يجلس عند قبره ساعة بعد دفنه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 72
 2007-05-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

نَعَمْ يُسْتَحَبُّ حَثْيُهُ بِالتُّرابِ ثَلَاثَاً عِنْدَ دَفْنِهِ، كَمَا جَاءَ في سُنَنِ ابْنِ مَاجَه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، ثُمَّ أَتَى القَبْرَ، فَحَثَى عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ثَلَاثَاً.

وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُولَ في الحَثْيَةِ الأُولَى: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ.

وفي الثَّانِيَةِ: وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ.

وفي الثَّالِثَةِ: وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى.

وَقِيلَ: يَقُولُ في الأُولَى: اللَّهُمَّ جَافِ الأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ.

وفي الثَّانِيَةِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لِرُوحِهِ.

وفي الثَّالِثَةِ: اللَّهُمَّ زَوِّجْهُ مِنَ الحُورِ العِينِ. وَللمَرْأَةِ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهَا الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ.

وَكَذَلِكَ يُسْتَحَبُّ الجُلُوسُ سَاعَةً بَعْدَ دَفْنِهِ، لِدُعَاءٍ وَقِرَاءَةٍ بِقَدْرِ مَا يُنْحَرُ الجَزُورُ وَيُفَرَّقُ لَحْمُهُ، لِمَا وَرَدَ في سُنَنِ أَبِي داود، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ المَيْتِ وَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، وَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَاسْأَلُوا اللهَ لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ».

وَكَانَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَسْتَحِبُّ أَنْ يُقْرَأَ عَلَى القَبْرِ بَعْدَ الدَّفْنِ أَوَّلُ سُورَةَ البَقَرَةِ وَخَاتِمَتُهَا، كَمَا وَرَدَ في سُنَنِ البَيْهَقِيِّ.

وَكَمَا وَرَدَ أَنَّ سَيِّدَنَا عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ وَهُوَ في سِيَاقِ المَوْتِ: فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَلَا تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ، وَلَا نَارٌ، فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنَّاً، ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا، حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ، وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي.

وَيُنْدَبُ رَشُّ المَاءِ عَلَى القَبْرِ، لِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ بِقَبْرِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَمَا أَخْرَجَهُ ابن ماجه في كِتَابِ الجَنَائِزِ، وَفَعَلَهُ بِقَبْرِ وَلَدِهِ إِبْرَاهِيمَ، كَمَا رَوَاهُ أبو داود في مَرَاسِيلِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
50800 مشاهدة