أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

602 - هل يجوز المزاح بالكلام الجنسي

31-05-2008 15090 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز المزاح بالكلام الجنسي الملغوز؟ وهذا شيء منتشر بين الشباب. وبعض الإخوة دافع عن ذلك عندما عارضته، بأن هناك حديثاً شريفاً، أن النبي صلى الله عليه وسلم، فتح رجلي الحسن أو الحسين وقبّل عضوه، فهل هذا صحيح، وكيف يمكنني معالجة المشكلة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 602
 2008-05-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أخي الحبيب، لا يجوز المزاح بالكلام الجنسي الملغوز، وخاصة في هذه الفترة التي كثر فيها تبرج النساء مع قلة حيائهن، ومع عسر أسباب الزواج للشباب، لأن الحديث في هذه المواضيع يثير الشهوات ويهيجها، وهذا قد يوقع بعض الشباب في المخالفات الشرعية في قضاء شهواتهم، إما بالوقوع في الفواحش، وإما بالاستمناء باليد، وكل هذا لا يجوز لقول الله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.

أما استدلال هؤلاء بالحديث الشريف فهو استدلال في غير محله، لأن هذا الحديث الشريف يثبت بأن الصغير لا عورة له، وبأن لمس العورة لا ينقض الوضوء.

والحديث هو حديث ضعيف رواه الطبراني والبيهقي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء الحسن فأقبل يتمرغ عليه فرفع قميصه وقبل زبيبته).

وبناء على ذلك: فلا يجوز المزاح بالكلام الجنسي الملغوز، وخاصة في هذه الفترة التي كثرت فيها الفتن، واللائق في الإنسان المؤمن أن يترفع عن ذكر النساء والأحاديث التي تتعلق بالجنس خوفاً على نفسه من الوقوع في المخالفات الشرعية.

وأما الاستدلال بهذا الحديث فهو استدلال في غير موضعه.

وعلينا يا أخي الحبيب بالأمر بالمعروف والنهي عن النكر، والصبر على أذى الآخرين، والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم، كما جاء في الحديث: عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم).  رواه ابن ماجه. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
15090 مشاهدة