أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6261 - المداومة على قراءة سورتي السجدة والدهر

21-04-2014 22338 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإمام أن يداوم على قراءة سورتي السجدة والدهر في صلاة الفجر من كل يوم جمعة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6261
 2014-04-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الإمام مسلم عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ ـ السَّجْدَة ـ وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِن الدَّهْرِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ.

ثانياً: ذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ والحَنَابِلَةُ إلى استِحبابِ قِرَاءَةِ سُورَتَيِ السَّجدَةِ والدَّهرِ في صَلاةِ الفَجرِ يَومَ الجُمُعَةِ، وذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ إلى أنَّ قِرَاءَةَ السُّورَتَينِ في صَلاةِ الفَجرِ يَومَ الجُمُعَةِ مَندوبٌ.

وبناء على ذلك:

فَتُستَحَبُّ قِرَاءَةُ سُورَتَيِ السَّجدَةِ والدَّهرِ في رَكعَتَي فَجْرِ يَومِ الجُمُعَةِ، وقد قَرَّرَ المُحَقِّقونَ من الفُقَهاءِ أنَّ المَقصودَ من قِرَاءَةِ سُورَتَيِ السَّجدَةِ والدَّهرِ لَيسَ السَّجدَةَ المَوجُودَةَ في سُورَةِ السَّجدَةِ، وإنَّما المَقصودُ هوَ المَعاني العَظيمَةُ في هَاتَينِ السُّورَتَينِ الكَريمَتَينِ.

ولهذا استَحَبَّ الفُقَهاءُ أن لا يُدَاوِمَ عَلَيها الإمامُ في فَجرِ يَومِ الجُمُعَةِ، حتَّى لا يَظُنَّ النَّاسُ أنَّ قِرَاءَتَهُما وَاجِبَةٌ، وكذلكَ يَجِبُ التَّنَبيهُ إلى أنَّ الإمامَ إذا تَرَكَ قِرَاءَةَ هَاتَينِ السُّورَتَينِ في صَلاةِ الفَجرِ يَومَ الجُمُعَةِ، لا يُستَحَبُّ لَهُ قِرَاءَةُ سُورَةٍ أُخرَى فيها سَجدَةٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
22338 مشاهدة