أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5209 - هل القرينة تسقط الجنين؟

30-05-2012 32660 مشاهدة
 السؤال :
امرأة كلَّما حملت أسقطت حملها في الأشهر الأولى، فقيل لها: إنَّ هذا بسبب القرينة التي يقال عنها أمُّ الصبيان، فهل من علاج لهذه المرأة إذا حملت؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5209
 2012-05-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:  

أولاً: ما ثَبَتَ في الأحاديثِ الصحيحةِ حديثُ أمِّ الصِّبيانِ، إلا ما وَرَدَ في شعبِ الإيمان للبيهقي عن الحسين رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمْنَى، وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ اليُسْرَى، رُفِعَتْ عَنهُ أُمُّ الصَّبِيَّاتِ». وفي مسند أبي يعلى الموصلي عن الحسين رضي الله عنه، أنَّ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمْنَى، وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ اليُسْرَى، لَمْ تَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبْيَانِ».

ثانياً: ما ثَبَتَ في القرآنِ العظيمِ ولا في الأحاديثِ الصحيحةِ عِلاجٌ لما يُسمَّى بِأُمِّ الصِّبيانِ، ولكن إسقاطُ الحملِ داءٌ، وما أنزلَ الله تعالى من داءٍ إلا وجَعَلَ لهُ دواءً، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّه قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً». وفي رواية الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رضيَ الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».

ثالثاً: أمَّا الأذانُ في أُذُنِ الطِّفلِ عندَ وِلادَتِهِ فهوَ سُنَّةٌ، كما جاء في سنن الترمذي وأبي داود عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاةِ). وفي رواية للبيهقي عن ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ في أُذُنِ الحَسَنِ بنِ عَليٍّ يَومَ وُلِدَ، فَأَذَّنَ في أُذُنِهِ اليُمنَى، وَأَقَامَ في أُذُنِهِ اليُسرَى).

وبناء على ذلك:

 فما يُصيبُ هذهِ المرأةَ من إسقاطِ حَملِها في الأشهرِ الأولى هوَ داءٌ ويحتاجُ إلى عِلاجٍ، ومن جملةِ العِلاجِ الرُّقيةُ المشروعةُ، لأنَّهُ من الدَّاءِ أن يَتسلَّطَ الجِنُّ على بني آدمَ، وخاصَّةً على ضِعافِ الإيمانِ والبعيدينَ عن شرعِ اللهِ تعالى، لأنَّ الشيطانَ ليسَ له سُلطانٌ على الذين آمنوا وعلى ربِّهم يتوكَّلون، كما قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُون}.

فَبِمقدارِ قُربِ العبدِ من ربِّهِ، واعتِصامِهِ بِجَنابِهِ العزيزِ، وطاعتِهِ لِربِّهِ عزَّ وجلَّ، بِمقدارِ ما يحفَظُهُ ربُّنا عزَّ وجلَّ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد والحاكم عن ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّه قال: «احْفَظْ اللهَ يَحْفَظْكَ».

وعلى هذهِ المرأةِ بعدَ العلاجِ المادِّيِّ أن تَرقي نفسَها بالرُّقيةِ الشَّرعيَّةِ، بعدَ الاستقامةِ على نَهجِ اللهِ تعالى، وأن تُلازِمَ قراءةَ أواخِرِ سورةِ البقرةِ، مع الآيات العشرِ الأولى من سورةِ الصَّافَّاتِ، والإخلاصِ والمُعَوِّذَتَينِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
32660 مشاهدة