أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8168 - النياح على الميت، ولطم الخدود

14-06-2017 2530 مشاهدة
 السؤال :
هل ورد في الأحاديث الشريفة تحريم النياحة على الميت، ولطم الخدود؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8168
 2017-06-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمِنَ المُنْكَرَاتِ في حَوَادِثِ الوَفَاةِ، وَخَاصَّةً عِنْدَ النِّسَاءِ النِّيَاحَةُ عَلَى المَيْتِ، وَرَفْعُ الصَّوْتِ في البُكَاءِ، وَلَطْمُ الوَجْهِ، وَشَقُّ الثِّيَابِ، وَذَلِكَ للِأَحَادِيثِ التَّالِيَةِ:

روى ابن ماجه عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ «لَعَنَ الْخَامِشَةَ وَجْهَهَا، وَالشَّاقَّةَ جَيْبَهَا، وَالدَّاعِيَةَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ».

وروى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ».

وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ».

وَقَالَ: «النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا، تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ (أَي: تُطْلَى بِالنُّحَاسِ المُذَابِ) وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ (يَعْنِي يُسَلَّطُ عَلَى أَعْضَائِهَا الجَرَبُ وَالحَكَّةُ)».

وروى الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ».

وفي رِوَايَةٍ للشيخين عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ».

وبناء على ذلك:

فَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ شَرِيفَةٌ تُحَذِّرُ الأُمَّةَ وَخَاصَّةً النِّسَاءَ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى المَيْتِ، وَلَطْمِ الخُدُودِ، وَشَقِّ الثِّيَابِ، وَإِذَا كَانَ المَيْتُ أَوْصَى بِذَلِكَ قَبْلَ مَوْتِهِ فَإِنَّهُ يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ أَمَرَ أَمْرَاً يُخَالِفُ أَمْرَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَو يُعَذَّبُ بِقَبْرِهِ المَيْتُ إِذَا كَانَ يَعْلَمُ وُقُوعَ هَذِهِ المُنْكَرَاتِ بِمَوْتِهِ وَلَمْ يُوصِهِمْ بِاجْتِنَابِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2530 مشاهدة