أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5920 - لم يلقنه الشهادتين

10-07-2013 37621 مشاهدة
 السؤال :
أنا طالب علم، وجاءني شاب نصراني يريد أن ألقنه الشهادتين طمعاً منه بالزواج من امرأة مسلمة، فرفضت أن ألقنه الشهادتين، لأنه ما جاء إلا بقصد الزواج من المرأة المسلمة. ولكن ندمت على ما فعلت، فهل كنت على خطأ أم صواب في رده؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5920
 2013-07-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الإنسانُ المُسلِمُ حَريصٌ كُلَّ الحِرصِ على هِدايَةِ الخَلقِ فَضلاً عن طَالِبِ العِلمِ، وذلكَ لقولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَوَالله لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» رواه الشيخان عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: الإنسانُ المُسلِمُ له الظَّاهِرُ، واللهُ تعالى يَتَوَلَّى السَّرائِرَ، والقَلبُ لا يَطَّلِعُ عليه إلا اللهُ تعالى.

ثالثاً: عَدَّ الفُقَهاءُ من أسبابِ الرِّدَّةِ عن الإسلامِ أن يَأبَى الرَّجُلُ المُسلِمُ تَلقِينَ الكَافِرِ كَلِمَةَ الشَّهادَتَينِ، أو أن يَقولَ له: لا تَتَعَجَّل بالإسلامِ، فَكِّر قَبلَ دُخولِكَ في الإسلامِ، لأنَّكَ إذا دَخَلتَ فيهِ، ثمَّ فَكَّرتَ في الرِّدَّةِ وارتَدَدتَ فإنَّكَ تُقتَلُ. لأنَّ هذا يُعتَبَرُ صَدَّاً عن دِينِ الله عزَّ وجلَّ.

رابعاً: نَصَّ الفُقَهاءُ على أنَّهُ يَجِبُ على المُصَلِّي أن يَقطَعَ صَلاتَهُ لإنقاذِ غَريقٍ إذا لم يوجَد غيرُهُ، وإنَّ إنقاذَ الرَّجُلِ من الخُلودِ في النَّارِ أَولى من إنقاذِ الغَريقِ.

خامساً: لقد كانَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُعطِي عَطاءَ من لا يَخشى الفَقرَ تَرغِيباً في الدُّخولِ في الإِسلامِ، لذلكَ قالَ أحَدُهُم: يَا قَوْمِ، أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّداً يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ. رواه الإمام مسلم عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما.

ويَقولُ سيِّدُنا أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنهُ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَأْتِي رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُسْلِمُ لِلشَّيْءِ مِنَ الدُّنْيَا، لاَ يُسْلِمُ إِلاَّ لَهُ، فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الإِسْلاَمُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. رواه أبو يعلى.

وبناء على ذلك:

 فما فَعَلتَهُ كبيرَةٌ من الكبائِرِ، وعليكَ أن تُجَدِّدَ إسلامَكَ بِسَبَبِ رَدِّكَ لهذا النَّصرانِيِّ الذي جاءَ رَاغِباً الدُّخولَ في الإِسلامِ، ولو كانَ طامِعاً لِحَظٍّ من حُظوظِ الدُّنيا.

وكانَ بإمكانِكَ أن تُلَقِّنَهُ الشَّهادَتَينِ مُباشَرَةً، ثمَّ تَنصَحُ أهلَ الفتاةِ المُسلِمَةِ أن يَتَرَيَّثوا في تَزويجِ ابنَتِهِم له.

وأرجو اللهَ تعالى أن لا يُدرِكَ هذا النَّصرانِيَّ الموتُ حتَّى يُسلِمَ، لأنَّهُ إن ماتَ على نَصرانِيَّتِهِ ولم يُسلِم كانَ وِزرُهُ في ظاهِرِ الأمرِ عليكَ.

فإذا كانَ بإمكانِكَ الاتِّصالُ به فأسرِعْ للاتِّصالِ به، ولَقِّنْهُ الشَّهادَتَينِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
37621 مشاهدة