أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6618 - حكم الاعتماد على الأبراج

09-12-2014 4289 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة الأبراج التي تتحدث عنها الصحائف والجرائد، وهل يجوز الاعتماد عليها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6618
 2014-12-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ﴾. ويَقُولُ تعالى: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرَّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾. ويَقُولُ تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾. هذا أولاً.

ثانياً: روى الإمام مسلم عَنْ صَفِيَّةَ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً».

وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى كَاهِناً أَوْ عَرَّافاً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».

وروى البَزَّارُ وَأَبُو يَعلَى بِإِسنَادٍ جَيِّدٍ مَوقُوفَاً عنِ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: مَنْ أَتَى عَرَّافاً أوْ سَاحِرَاً أوْ كَاهِناً فَسَأَلَهُ فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

والعَرَّافُ والكَاهِنُ والمُنَجِّمُ من فَصِيلَةٍ وَاحِدَةٍ، وهُمُ الذينَ يَدَّعُونَ مَعْرِفَةَ الغَيبِ والمُضِرَّاتِ عن طَرِيقِ الجِنِّ والنُّجُومِ وغَيرِهَا.

وبناء على ذلك:

فهذهِ الأَبرَاجُ التي تَتَحَدَّثُ عَنهَا الصُّحُفُ مَا هيَ إلا بَقَايَا الجَاهِلِيَّةِ أَهلِ الشِرْكِ، وهذا الأَمْرُ رَفَضَهُ الإسلامُ رَفْضَاً جَازِمَاً، لأنَّهُ ضَرْبٌ من ضُرُوبِ السِّحْرِ، والنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَن اقْتَبَسَ عِلْماً مِن النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِن السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ» رواه أبو داود عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.

فَأَبرَاجُ الحَظِّ يَحرُمُ النَّظَرُ فِيهَا، فَضْلاً عن تَصدِيقِهَا، ويَجِبُ التَّوَاصِي بِإنكَارِ هذا المُنكَرِ، والاعتِمَادِ على اللهِ تعالى، والتَّوَكُّلِ عَلَيهِ في كُلِّ الأُمُورِ، هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4289 مشاهدة