أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3703 - نية الدعاء مع القراءة في الصلاة

29-01-2011 46313 مشاهدة
 السؤال :
إنسان وهو في الصلاة يقرأ القرآن الكريم، تمرُّ عليه أحياناً بعض الأدعية من القرآن الكريم، إما من أدعية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين، وإما من الأدعية العامة المذكورة في القرآن الكريم، فهل يجوز أن يقرأها بنية الدعاء إضافة إلى نية التلاوة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3703
 2011-01-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يجب على المصلي أن يقرأ القرآن بنية القرآن، بمعنى يتلو القرآن الذي أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام على وجه الإخبار، لا على وجه الإنشاء.

فمن قرأ شيئاً من القرآن وخاصة الأدعية بنية الإنشاء فإنه لا يعتبر تالياً للقرآن العظيم، ومن هذا المنطلق أجاز الفقهاء قراءة بعض الآيات والسور التي تحمل معنى الدعاء للحائض والنفساء والجنب بنية الدعاء لا بنية تلاوة القرآن.

ثانياً: لا يجوز الجمع بين نية الإنشاء والإخبار أثناء تلاوة القرآن الكريم، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إنَّما الأَعمالُ بالنِّيَّات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امرئٍ مَا نَوَى) رواه البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ولقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.

فمن أراد أجر التلاوة خارج الصلاة فعليه أن يقرأ القرآن بنية الإخبار، وإلا لم يؤجر على تلاوته خارج الصلاة، ولا تصح صلاته إذا قرأها بنية الإنشاء.

وبناء على ذلك:

فلا تصح صلاة العبد إذا قرأ القرآن في صلاته بنية الدعاء، بل يجب عليه أن يقرأ القرآن حتى الأدعية الواردة في القرآن بنية الإخبار لا الإنشاء، ولا يصح الجمع بين نية التلاوة والدعاء. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
46313 مشاهدة