أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6035 - مراتب النفس

07-12-2013 25658 مشاهدة
 السؤال :
ما هي مراتب النفس البشرية من خلال القرآن العظيم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6035
 2013-12-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنَّ مَراتِبَ النَّفسِ البَشَرِيَّةِ من خِلالِ القُرآنِ العَظيمِ ثَلاثَةٌ:

الأولى: النَّفسُ الأمَّارَةُ بالسُّوءِ: قال اللهُ تعالى فيها: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾. هذهِ النَّفسُ التي مالَت إلى المُخالَفاتِ الشَّرعِيَّةِ، وعَشِقَتِ العِصيانَ والغَفلَةَ عن الله تعالى، واستَحوَذَ عَلَيها الشَّيطانُ، وسَيطَرَ على سُلوكِها وذَوقِها، وقَتَلَ فيها الحَياءَ والعِفَّةَ، هذهِ النَّفسُ تُعَلِّلُ فُجورَها واستِمرارَها في المَعصِيَةِ، وتُصِرُّ وتُعانِدُ، وتَقَعُ في الظُّلمِ حتَّى تَصِلَ إلى الخُسرانِ الأبَدِيِّ والعِياذُ بالله تعالى، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِين﴾.

الثانية: النَّفسُ اللَّوَّامَةُ: قال اللهُ تعالى فيها: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَة﴾. هذهِ النَّفسُ هيَ التي آمَنَت بِيَومِ القِيامَةِ، فكانَت حَريصَةً على السَّلامَةِ يَومَ القِيامَةِ، فأقامَت بَينَها وبَينَ يَومِ القِيامَةِ عَلاقَةً وَثيقَةً، حَيثُ أقبَلَت على فِعلِ الخَيراتِ، وتَرْكِ المُنكَراتِ، وإذا ما وَقَعَت في مُخالَفَةٍ شَرعِيَّةٍ لامَت ذَاتَها؛ وهيَ التي تَعيشُ في صِراعٍ دَائِمٍ بَينِ الخَيرِ والشَّرِّ، ولا تَستَسلِمُ للمُخالَفاتِ ولا للشُّرورِ.

الثَّالِثَةُ: النَّفسُ المُطمَئِنَّةُ: هي التي اطمَأنَّت واستَسلَمَت لِخالِقِها، ورَضِيَت بِقَضائِهِ وقَدَرِهِ، ورَضِيَت بالله تعالى رَبَّاً، وبالإسلامِ دِيناً، وبِسَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَبِيَّاً رَسولاً، فلا تَأتي إلا ما شَرَعَ اللهُ تعالى لها، ولا تَقتَدِي إلا بِسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وهي التي تَعمَلُ لما بَعدَ الموتِ، وتُخالِفُ النَّفسَ الأمَّارَةَ بالسُّوءِ والشَّيطانَ، لأنَّها مُطمَئِنَّةً لما شَرَعَ اللهُ تعالى، ولو خالَفَ هَواها وشَهَواتِها.

هذهِ النَّفسُ التي سَمَت هذا السُّمُوَّ، ورَضِيَت هذا الرِّضا، واطمَأنَّت هذا الاطمِئنانَ لِقَضاءِ الله تعالى وقَدَرِهِ فيما قَضى وقَدَّرَ وشَرَعَ استَحَقَّتِ الجَزاءَ في الآخِرَةِ من خِلالِ وَعدِ الله تعالى، قال تعالى: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون﴾. واستَحَقَّتِ الثَّناءَ والمَدحَ من الله تعالى بِقَولِهِ لها: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾. اللَّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن خاطَبتَهُم هذا الخِطابَ. آمين.

وبناء على ذلك:

 فَمَراتِبُ النَّفسِ ثَلاثَةٌ، هيَ: النَّفسُ الأمَّارَةُ بالسُّوءِ، والنَّفسُ اللَّوَّامَةُ، والنَّفسُ المُطمَئِنَّةُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
25658 مشاهدة