أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1736 - معنى حديث: (حبب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء)

31-01-2009 57363 مشاهدة
 السؤال :
(حبب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء وجعل قرة عيني في الصلاة)، هل هذا حديث وما معناه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1736
 2009-01-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ). والمقصود من قوله صلى الله عليه وسلم: (حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ) إنما حبب إليه النساء لينقلْنَ عنه ما لا يطَّلع عليه الرجال من أحواله ويستحيا من ذكره، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس حياءً، وكان حياؤه أشدَّ من حياء العذراء في خدرها، فحبب الله إليه النساء لينقلن من الشرع ما يرينه من أفعاله ويسمعنه من أقواله التي قد يستحي من الإفصاح بها بحضرة الرجال ليكتمل نقل الشريعة ولم يكن ذلك لشهوة منه صلى الله عليه وسلم في النكاح.

وحقاً لقد نقلنَ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأينه في منامه وحالة خلوته من الآيات البينات على نبوته، ومن جِدِّه واجتهاده في العبادة، ومن أمور يشهد كل ذو لُبٍ أنها لا تكون إلا لنبي.

أما بالنسبة للطيب، فقد حُبِّبَ إليه صلى الله عليه وسلم لكونه يناجي ربه، والملائكة تتلقى ذلك منه، كما جاء في الحديث: (إنَّمَا أَنَا رَجُلٌ أُنَاجِي) رواه الطبراني.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ). تعليم لنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم جعلت قرة عينه في الصلاة لأنه يناجي ربه، وليس له قريرة العين فيما سواه، فمحبته الحقيقية ليست إلا لخالقه تبارك وتعالى، كما قال صلى الله عليه وسلم: (وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ) رواه البخاري.

وفي هذا إشارة إلى أن محبة النساء والطيب لم يكن مُخلاً بأداء حقوق العبودية التي ما خلق إلا من أجلها صلى الله عليه وسلم. وجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته. ونسأل الله تعالى أن يجعل قرة عيننا في الصلاة. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
57363 مشاهدة