أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6124 - آيات الشفاء

01-02-2014 1178 مشاهدة
 السؤال :
ما هي آيات الشفاء؟ وهل تجوز الرقية فيهن؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6124
 2014-02-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالاستِشفاءُ بالقُرآنِ العَظيمِ مِمَّا لا خِلافَ فيهِ بَينَ الفُقَهاءِ، وقد كانَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَرقي نَفسَهُ بالقُرآنِ العَظيمِ، من جُملَةِ ذلكَ ما رواه الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ  كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا.

والصَّحابَةُ رَضِيَ اللهُ عنهُم رَقوا الذي لُدِغَ بِسُورَةِ الفَاتِحَةِ، وأقَرَّهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ.

فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ.

فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا وَلَا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعاً مِن الشَّاءِ.

فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ.

فَأَتَوْا بِالشَّاءِ فَقَالُوا: لَا نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَسَأَلُوهُ، فَضَحِكَ وَقَالَ: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ! خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».

ورُوِيَ أنَّهُ مَرِضَ للإمام أبي القاسِمِ القُشَيريِّ وَلَدٌ مَرَضَاً شَديدَاً بِحَيثُ أيِسَ منهُ، فَشَقَّ ذلكَ عَلَىهِ، فَرَأَى الحَقَّ سُبحَانَهُ في المنامِ، فَشَكَا إلَيهِ.

فقالَ الحَقُّ تَعالى: اِجمَعْ آياتِ الشِّفاءِ واقرَأْهَا عَلَيهِ واكتُبْهَا في إناءٍ، واجعَلْ فيهِ مَشروباً واسقِهِ إيَّاهُ.

فَفَعَلَ ذلكَ، فَعُوفِيَ الوَلَدُ.

وقالَ تَاجُ الدِّينِ السَّبكِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في طَبَقاتِهِ: وَرَأَيتُ كَثيراً من المَشايِخِ يَكتُبونَ هذهِ الآياتِ للمَريضِ ويُسقَاهَا في الإناءِ طَلَباً للعَافِيَةِ. وقَولُهُ عَلَيهِ السَّلامُ: «من لم يَستَشفِ بالقُرآنِ فَلَا شَفَاهُ اللهُ» يَشمَلُ الاستِشفَاءَ به للمَرَضِ الجِسمانِيِّ والرُّوحَانِيِّ.

وبناء على ذلك:

فآياتُ الشِّفاءِ سِتَّةٌ؛ في سُورَةِ التَّوبَةِ: ﴿وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِين﴾.

وفي سُورَةِ يُونُس: ﴿وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين﴾.

وفي سُورَةِ النَّحلِ: ﴿فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ﴾.

وفي سُورَةِ الإسراءِ: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾.

وفي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين﴾.

وفي سُورَةِ فُصِّلَت: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاء﴾.

وتَجوزُ الرُّقيَةُ فيهِنَّ إن شاءَ اللهُ تعالى، لأنَّها من الرُّقيَةِ بالقُرآنِ العَظيمِ، ولا خِلافَ بَينَ الفُقَهاءِ في الرُّقيَةِ بالقُرآنِ العَظيمِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1178 مشاهدة
الملف المرفق