أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5715 - أدعية لقضاء الدَّين وتفريج الكرب

06-01-2013 21758 مشاهدة
 السؤال :
عليَّ ديون كثيرة، وأنا مكروب منها، فهل من دعاء أدعو الله عزَّ وجلَّ به رجاء أن يفرج الله تعالى كربي، ويسدد دَيني؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5715
 2013-01-06

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن أرادَ قضاءَ الدُّيونِ التي عليه، فعليه بما يلي:

أولاً: النِّيَّةُ الصَّادقةُ في سدادِ الدَّينِ، والنِّيَّةُ محلُّها القلبُ، والقلبُ هوَ محلُّ نَظَرِ الرَّبِّ، فإذا عَلِمَ اللهُ تعالى صِدقَ العبدِ في سدادِ الدَّينِ أعانَهُ على ذلكَ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللهُ».

ثانياً: التَّقوى لله عزَّ وجلَّ بكلِ الجوارِحِ، فمن اتَّقى اللهَ تعالى جَعَلَ له مَخرجاً، ورَزَقَهُ من حيثُ لا يحتسبُ، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾.

ثالثاً: كَثرةُ الاستغفارِ، وذلكَ لقوله تعالى حكايةً عن لسانِ سيِّدِنا نوحٍ عليه السَّلامُ: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً﴾. ولكن يجبُ أن يكونَ الاستِغفارُ مُحقِّقاً شُروطَهُ، والتي من جملتها إعادةُ الحقوقِ إلى أصحابِها، يقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «منْ لَزِم الاسْتِغْفَارَ، جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرجاً، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجاً، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لا يَحْتَسِبُ» رواه أبو داود عن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

رابعاً: الإكثارُ من الدُّعاءِ، وخاصَّةً في وقتِ السَّحَرِ، وذلك لقولهِ تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟».

وروى أبو داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ: «يَا أَبَا أُمَامَةَ، مَا لِي أَرَاكَ جَالِساً فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ»؟ قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي، وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَاماً إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ» قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَأَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي.

وروى الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْأَرْضِ، وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِن الْفَقْرِ».

خامساً: قراءةُ سورةِ الواقعةِ بعدَ صلاةِ المَغرِبِ، أخرج البيهقي في الشعب عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما: أَنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَن قَرَأَ كُلَّ لَيلَةٍ سُورَةَ الواقِعَة لَم تُصِبْهُ فَاقَةٌ».

وروى الحافظُ ابن عساكر عَن أبي ظَبيَةَ قال: مَرِضَ عبدُ الله مَرَضَهُ الذي تُوفِّيَ فِيهِ، فَعَادَهُ عثمانُ بنُ عفَّانٍ فقال: مَا تَشتَكِي؟ قَال: ذُنُوبِي، قال: فَمَا تَشتَهِي؟ قَال: رَحمَةَ رَبِّي، قَال: أَلا آمُرُ لَكَ بَطَبِيبٍ؟ قَال: الطَّبِيبُ أَمرَضَنِي، قال: أَلا آمرُ لكَ بِعَطَاءٍ؟ قَال: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، قَال: يَكُونُ لِبَناتِكَ مِن بعدِكَ؟ قَال: أَتَخشَى عَلى بَنَاتِي الفَقرَ؟ إِني أَمَرتُ بَنَاتِي يَقرَأنَ كُلَّ لَيلَةٍ سُورَةَ الواقِعَةِ، إِنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يقولُ: «مَن قَرَأَ كُلَّ لَيلَةٍ سُورَةَ الواقِعَة لَم تُصِبْهُ فَاقَةٌ».

ومن أراد تَفريجَ الكربِ عنهُ فعليهِ:

أولاً: كَثرةُ الصَّلاةِ والسَّلامِ على سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وذلك لما رواه الحاكم عن أبيِّ بن كعبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: كانَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إذا ذَهَبَ رُبُعُ اللَّيلِ قامَ فقال: «يَا أيُّهَا النَّاسُ، اذكُرُوا اللهَ، يَا أيُّهَا النَّاسُ، اذكُرُوا اللهَ، يَا أيُّهَا النَّاسُ، اذكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ، تَتبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ المَوتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ المَوتُ بِمَا فِيهِ» فقالَ أبيُّ بنُ كَعبٍ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أُكثِرُ الصَّلاةَ عَلَيكَ، فَكَم أَجعَلُ لكَ مِنهَا؟ قالَ: «مَا شِئتَ» قالَ: الرُّبُعُ؟ قال: «مَا شِئتَ، وإِن زِدْتَ فَهُوَ خيرٌ لَكَ» قالَ: النِّصفُ؟ قالَ: «مَا شِئتَ، وإِن زِدْتَ فَهُوَ خيرٌ لَكَ» قالَ: الثُّلُثَينِ؟ قالَ: «مَا شِئتَ، وإِن زِدْتَ فَهُوَ خيرٌ لَكَ» قالَ: يَا رَسُولَ الله، أَجعَلُهَا كُلَّهَا لكَ؟ قالَ: «إذاً تُكفَى هَمَّكَ، ويُغفَرُ لكَ ذَنبُكَ».

ثانياً: كَثرةُ الدُّعاءِ الذي دَعَا بهِ سيِّدُنا يونسُ عليهِ السَّلامُ وذلك بقولِهِ: ﴿لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين﴾.

روى الإمام أحمد عن سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَمَلَأَ عَيْنَيْهِ مِنِّي، ثُمَّ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، فَأَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ حَدَثَ فِي الْإِسْلَامِ شَيْءٌ ـ مَرَّتَيْنِ ـ قَالَ: لَا، وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، إِلَّا أَنِّي مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ آنِفاً فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَمَلَأَ عَيْنَيْهِ مِنِّي ثُمَّ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، قَالَ: فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عُثْمَانَ فَدَعَاهُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ لَا تَكُونَ رَدَدْتَ عَلَى أَخِيكَ السَّلَامَ؟ قَالَ عُثْمَانُ: مَا فَعَلْتُ، قَالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: حَتَّى حَلَفَ وَحَلَفْتُ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ ذَكَرَ، فَقَالَ: بَلَى، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، إِنَّكَ مَرَرْتَ بِي آنِفاً وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لَا واللهِ مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ إِلَّا تَغَشَّى بَصَرِي وَقَلْبِي غِشَاوَةٌ، قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: فَأَنَا أُنْبِئُكَ بِهَا، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَشَغَلَهُ حَتَّى قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَلَمَّا أَشْفَقْتُ أَنْ يَسْبِقَنِي إِلَى مَنْزِلِهِ ضَرَبْتُ بِقَدَمِي الْأَرْضَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟ أَبُو إِسْحَاقَ» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «فَمَهْ» قَالَ: قُلْتُ: لَا واللهِ إِلَّا أَنَّكَ ذَكَرْتَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءَ هَذَا الْأَعْرَابِيُّ فَشَغَلَكَ، قَالَ: «نَعَمْ، دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ هُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ﴾. فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُ».

والدُّعاءُ الذي عَلَّمَهُ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لأمَّتِهِ بقوله: «مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى الله حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِن الْوُضُوءَ، ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى الله، وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لِيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لَا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمَّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ» رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وبناء على ذلك:

فعليكَ بهذِهِ الأدعيةِ بعدَ النِّيَّةِ الجازِمَةِ على سدادِ الدُّيونِ التي عليكَ، وبعدَ ذلكَ صلِّ رَكعتَيِ الحاجةِ، وادعُ بالدُّعاءِ الذي عَلَّمَهُ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للضَّريرِ، روى الإمام أحمد عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَنِي، قَالَ: «إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَاكَ فَهُوَ خَيْرٌ» فَقَالَ: ادْعُهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ فَتَقْضِي لِي، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ» قَالَ: فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَبَرَأَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
21758 مشاهدة