أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6224 - شاوروهن وخالفوهن

27-03-2014 82364 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: شاوروهن وخالفوهن؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6224
 2014-03-27

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ خِيَارَكُمْ، وَأَغْنِيَاؤُكُمْ سُمَحَاءَكُمْ، وَأُمُورُكُمْ شُورَى بَيْنَكُمْ، فَظَهْرُ الْأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ بَطْنِهَا، وَإِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ شِرَارَكُمْ، وَأَغْنِيَاؤُكُمْ بُخَلَاءَكُمْ، وَأُمُورُكُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ، فَبَطْنُ الْأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ظَهْرِهَا».

ولقد استَشارَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ السَّيِّدَةَ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عنها في صُلحِ الحُدَيبِيَةِ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قالا: قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، انْحَرُوا وَاحْلِقُوا».

فَمَا قَامَ أَحَدٌ، ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا، فَمَا قَامَ رَجُلٌ، حَتَّى عَادَ بِمِثْلِهَا، فَمَا قَامَ رَجُلٌ.

فَرَجَعَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ، مَا شَأْنُ النَّاسِ؟».

قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، قَدْ دَخَلَهُمْ مَا قَدْ رَأَيْتَ، فَلَا تُكَلِّمَنَّ مِنْهُمْ إِنْسَاناً، وَاعْمِدْ إِلَى هَدْيِكَ حَيْثُ كَانَ فَانْحَرْهُ وَاحْلِقْ، فَلَوْ قَدْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَعَلَ النَّاسُ ذَلِكَ.

فَخَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا يُكَلِّمُ أَحَداً، حَتَّى أَتَى هَدْيَهُ فَنَحَرَهُ، ثُمَّ جَلَسَ فَحَلَقَ؛ فَقَامَ النَّاسُ يَنْحَرُونَ وَيَحْلِقُونَ.

وبناء على ذلك:

فَقَولُ: شَاوِرُوهُنَّ وخَالِفُوهُنَّ؛ لَيسَ حَديثاً عن سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، بل هوَ حَديثٌ مَوضوعٌ.

ولكن من الطَّبيعِيِّ إذا أرادَ الرَّجُلُ أن يُشَاوِرَ أحَداً من الرِّجالِ أو النِّساءِ فَلْيَكُنِ المُستَشارُ صَاحِبَ عِلْمٍ وتَقوى وفَضْلٍ ورَأيٍ سَديدٍ، وكذلكَ من الطَّبيعِيِّ أن لا يَجعَلَ الرَّجُلُ أمرَهُ بِشَكلٍ عامٍّ للنِّساءِ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء﴾. وهذا لا يَعني أن لا يُشاوِرَ الرَّجُلُ زَوجَتَهُ وبَناتِهِ، وخاصَّةً إن كُنَّ صَاحِباتِ دِينٍ وتَقوى وفَضْلٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
82364 مشاهدة