أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1438 - يرغب بالزواج من فتاة وأهله يرفضون

01-10-2008 60367 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب مقتدر على الزواج من جميع النواحي، والزواج عليّ واجب، وأرغب بالزواج من فتاة خلوقة ومتدينة من أقاربي، وأثق بأنها الإنسانة الوحيدة التي سأجد سعادتي معها بإذن الله، وأنها ستكون أماً مربية وصالحة لأبنائي بإذن الله ، ولكن المشكلة أن أهلي يرفضون زواجنا لأنها تكبرني قليلاً، علماً أني لا أشعر بهذا الفرق. منذ ثلاث سنوات وأنا أحاول مع أهلي ولكنهم على رفضهم ثابتون، وفي الفترة الأخيرة حاولت النزول عند رغبتهم وذهبت مع والدتي لرؤية مجموعة كبيرة من البنات بنية الخطبة، ولكنني لم أستطع تقبّل أي واحدة منهن، فقلبي ليس ملكي، تلك الفتاة تملك كل مشاعري وعواطفي، أحبها كثيراً. ماذا أفعل؟ إن تزوجتها دون موافقة أهلي فهل هذا من العقوق؟ فهم دائماً يقولون: إذا تزوجتها نغضب عليك. أرجوك يا شيخنا ما هو الحل؟ فأنا متعب كثيراً وأشعر أنني بدأت بالانهيار. أرجو منك النصيحة والحل.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1438
 2008-10-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن زواجك من هذه الفتاة ليس فرضاً ولا واجباً عليك، إنما هو مباح، وطاعتك لوالديك في غير معصية لله تعالى فرض عليك، فلا تترك الفرض لأمر مباح، وخاصة في مسألة الزواج، لأنك إن تزوجت بغير رضاً منهما فإنهما قد يتعبانك في المستقبل، وهذا ما أكثره في المجتمع، وربما ينتقل هذا التعب بعد ذلك إلى زوجتك، والإنسان لا يمكن أن ينسلخ عن والديه.

فحاول يا أخي الكريم أن تقنع والديك بالزواج منها، ووجِّه إليهما بعض أهل العلم والفضل والصلاح لمعالجة هذا الموضوع معهما، فإن لم تفلح فإني أقول لك: من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه.

وأما إذا كنت لا قدَّر الله تخشى على نفسك من الفتنة في دينك إن لم تتزوج من هذه الفتاة، وهي صاحبة دين وخلق، ولم يقتنع والداك بالزواج منها، وتزوجت من هذه الفتاة بدون رضاهما فإن الغضب إن شاء الله تعالى لا يضرّك.

ولكن أنصحك بعدم الزواج منها إلا بعد إقناعهما، وأنصحك أن تصلي صلاة الاستخارة، وأكثر من الدعاء أن يتولى الله أمرك، فإن السعادة كلَّ السعادة أن تترك اختيارك لاختيار الله لك، وإذا أراد الله أمراً هيأ أسبابه. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
60367 مشاهدة