3ـ أخلاق وآداب: أدب الأنبياء والمرسلين مع الله عز وجل

3ـ أخلاق وآداب: أدب الأنبياء والمرسلين مع الله عز وجل

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

وبعد: فما زال الحديث عن الأدب مع الله تعالى، ولنأخذ بعض الأمثلة من أدب الأنبياء والمرسلين مع الله عز وجل، ونتأمل أحوالهم مع الله تعالى، وخطابهم وسؤالهم، كيف نجدها مشحونة بالأدب قائمةً به، ليكونوا أسوة صالحة لنا، وخاصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال لنا فيه مولانا عز وجل: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}.

المثل الأول: قول الله تعالى عن نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: {ما زاغ البصر وما طغى} هذا وصف من الله تعالى لأدب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإسراء والمعراج، إذ لم يلتفت جانباً، ولا تجاوز ما رآه، وهذا كمال الأدب.

والإخلال به أن يلتفت الناظر عن يمينه وعن شماله، أو يتطلع أمام المنظور، فالالتفات يميناً وشمالاً زيغ، والتطلع أمام المنظور طغيان ومجاوزة. فكمال إقبال الناظر على المنظور: أن لا يصرف بصره عنه يمنة ولا يَسرة، ولا يتجاوزه. وهذا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

المثل الثاني: لننظر إلى أدب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف، حيث استقبل شدة المحنة، وتجرع شدة المصاب صابراً محتسباً يطلب رضا الله عز وجل عنه، وكان همه صلى الله عليه وسلم أن يكون الله تعالى عنه راضياً، وألا يكون الذي نزل به صلى الله عليه وسلم بسبب سخط من الله تعالى.

ولنتدبر هذا الموقف بدقة.

لما نالت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم وآذته أشد الإيذاء، خرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف، ويرجو أن يقبلوا منه ما جاء به من عند الله عز وجل.

ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف، هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم، وهم إخوة ثلاثة: عبد ياليل ومسعود وحبيب بنو عمرو بن عمير بن عوف.

فجلس إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمهم بما جاء به من نصرته على الإسلام والقيام على من خالفه من قومه.

فقال له أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك!.

وقال الآخر: أما وجد الله أحداً يرسله غيرك.

وقال الثالث: والله لا أكلمك أبداً، لئن كنت رسولاً من الله كما تقول لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك.

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف.

وقد قال لهم: إذ فعلتم فاكتموا عليَّ. وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ قومه.

فأقام بالطائف عشرة أيام، وقيل شهراً، لا يدع أحداً من أشرافهم إلا جاء إليه وكلَّمه، فلم يجيبوه وخافوا على أحداثهم منه فقالوا: يا محمد اخرج من بلدنا.

وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس، فوقفوا له صفين على طريقه، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا رجليه، وزيد بن حارثة رضي الله عنه يقيه بنفسه حتى لقد شج في رأسه شجاجاً.

فخلص منهم ورجلاه تسيلان دماً، فعمد إلى حائط من حوائطهم فاستظل في ظل حبلة منه، وهو مكروب موجع، وإذا في الحائط عتبة وشيبة ابنا ربيعة، فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فلما اطمأن في ظل الحبلة قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أو إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، ولكنَّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تُنزل بي غضبَك، أو تُحِلَّ عليَّ سخطَك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك).

وربما يقول قائل: لماذا الشكوى إذاً؟ وما معنى هذا الدعاء الذي تدل ألفاظه وصيغته على الضجر والملل من طول المحاولة التي لم تأت بنتيجة إلا الأذى والعذاب؟

الجواب على هذا القول:

الشكوى إلى الله تعالى تعبد، والضراعة له والتذلل على بابه تقرب وطاعة، والدعاء والإلحاح على الله تعالى به هو عين العبودية لله عز وجل، هذا شيء، والشعور بالألم والبكاء من المصائب شيء آخر، لأن الإنسان مهما سما وعلا لا يخرج عن طور البشرية، فالقلب يحزن والعين تدمع لأنهما منفعلان، وليسا بفاعلين، { وأنه هو أضحك وأبكى} وفي الحديث الشريف: (إن قلوب بني آدم كلَّها بين إصبَعين من أصابع الرحمن كقلب واحد، يُصرِّفه حيث يشاء، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم مُصَرِّفَ القلوب صَرِّف قلوبنا على طاعتك) رواه مسلم. فالقلب منفعل، والعين منفعلة، ولكن اللسان هو الفاعل، فإن قال العبد بلسانه: {إنا لله وإنا إليه راجعون} فهو صابر، وإن بكى وحزن القلب.

فالمحن والمصائب والشدائد لها حكمة بالغة منها:

إظهار عبودية العبد لله تعالى، ومنها تمييز الخبيث من الطيب، ومنها تكفير للسيئات، ومنها رفع في الدرجات، ومنها إيقاف العبد على باب مولاه، فليس بين الصبر على المكاره، والشكوى إلى الله تعالى تعارض.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الأمة، وخاصة الدعاة إلى الله تعالى الأمرين: الصبر على المحن والشدائد، وهو من سمات المؤمن: {الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}، ويعلمهم كيفية الوقوف بين يدي الله عز وجل، وكثرة التضرع والالتجاء إليه، التي هو وظيفة العبودية.

وعلينا أن ننظر إلى الأدب الذي يعلمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة، (إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي) هو راض عن الله تعالى مهما كان الثمن، ومن تمام أدبه صلى الله عليه وسلم الذي يعلمنا إياه أن لا نُعرِّض أنفسنا للابتلاء ونطلبه من الله تعالى، لأن العبد ضعيف، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ولكن عافيتك أوسع لي).

فأين نحن من هذا الأدب مع الله تعالى؟ أسأل الله تعالى أن يكرمنا به.

المثل الثالث: في يوم بدر، وقف النبي صلى الله عليه وسلم يطمئن أصحابه الكرام بتأييد الله تعالى له ونصره، حتى وقف النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا مصرع فلان، ومصرع فلان، وهو صلى الله عليه وسلم يضع يده على الأرض هاهنا وهاهنا، فما تزحزح أحدهم في مقتله عن موضع يده).

وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى ويجأر بالدعاء ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان ويقول: (اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك، اللهم فأحنهم الغداة) رواه البيهقي في الدلائل.

انظر إلى أدب النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه عز وجل، وذلك ببسط كفيه إلى السماء ويناشد ربه عز وجل أن يؤتيه نصره الذي وعده به حتى سقط رداؤه عن كتفه، وأشفق عليه أبو بكر رضي الله عنه، مع أنه صلى الله عليه وسلم مطمئن لوعد الله عز وجل إلى درجة أنه قال: (لكأني أنظر إلى مصارع القوم) لأنه يعلم قول الله عز وجل: {ليس لك من الأمر شيء} ويعلم قول الله تعالى: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}، ويعلم قول الله عز وجل: {فعال لما يريد}.

هذا هو منطق العبودية، وهذا هو الأدب مع الله تعالى، فإن وعدت بشيء منه تعالى فقف على بابه بالذل والانكسار، وبالعبودية الحقة الصادقة.

المثل الرابع: في يوم حنين، خصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم بمزيد من الغنائم والأعطيات يتألف قلوبهم على الإسلام، فوجد بعض الأنصار في نفوسهم شيئاً من ذلك، وقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطي قريشاً وسيوفنا تقطر من دمائهم؟ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحداً غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما كان حديث بلغني عنكم)؟ قال له فقهاؤهم: أما ذوو آرائنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئاً، وأما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشاً ويترك الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني أعطي رجالاً حديث عهدهم بكفر، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعوا إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به) قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا، فقال لهم: إنكم سترون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على الحوض). قال أنس: فلم نصبر. رواه البخاري ومسلم.

وفي رواية: فخطبهم فقال: (يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي) كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمنُّ. وفي رواية عند البيهقي: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟) فقالوا: وما نقول يا رسول الله؟ وبماذا نجيبك؟ المن لله ولرسوله، فقال: (أما والله لو شئتم لقلتم فصدَقتم وصُدِّقتم: جئتنا طريداً فآويناك، وعائلاً فآسيناك، وخائفاً فأمناك، ومخذولاً فنصرناك)، فقالوا: المن لله ولرسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا، ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام، أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاة والبعير، وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ فوالذي نفسي بيده، لو أن الناس سلكوا شعباً وسلكت الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار)، فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا بالله ورسوله قسماً، ثم انصرف وتفرقوا).

انظر إلى أدب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الله عز وجل، حيث لم ينسب إلى نفسه شيئاً، فقال: (ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله؟). مع أن الله عز وجل يقول له: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} ولكن كان يتبرأ من حوله وقوته وينسب الفضل لله عز وجل.

ما أجمل هذا الأدب مع الله تعالى حيث يتبرأ العبد من حوله وقوته إلى حول الله وقوته، ولا ينسب شيئاً لنفسه، بل ينسبه لله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يكرمنا بالأدب معه، فلا نلتفت لغير الله تعالى، ولا نتطلع إلى غير ما أعطانا الله عز وجل، وأن يكرمنا ربنا عز وجل بالشكر عند الرخاء، وبالصبر عند البلاء، وألا نغادر باب العبودية لله عز وجل، وألا نغتر بما آتانا الله، وأن نتبرأ من حولنا وقوتنا إلى حوله تعالى وقوته. آمين.

**     **     **

 2007-07-10
 7760
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 

التعليقات [ 1 ]

ابو عبدالله
 2007-07-12

شيخنا بوركت أنفاسك, وجزيت خيراً على هذه اللطائف,,,,, نسأل الله أن يرزقنا الأدب معه والأدب مع أنبيائه ومع أوليائه وأحبائه.

 

مواضيع اخرى ضمن  أخلاق و آداب

08-10-2020 977 مشاهدة
59ـ آداب المريض (4)

لَقَدْ ذَكَرْنَا في الدُّرُوسِ المَاضِيَةِ أَنَّ مِنْ آدَابِ المَرِيضِ: 1ـ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ المَرَضَ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. 2ـ أَنْ يَأْخُذَ الدَّوَاءَ. 3ـ أَنْ يَرْقِيَ نَفْسَهُ بِمَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى ... المزيد

 08-10-2020
 
 977
08-10-2020 627 مشاهدة
58ـ آداب المريض (3)

لَقَدْ ذَكَرْنَا في الدُّرُوسِ المَاضِيَةِ أَنَّ مِنْ آدَابِ المَرِيضِ: 1ـ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ المَرَضَ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. 2ـ أَنْ يَأْخُذَ الدَّوَاءَ. 3ـ أَنْ يَرْقِيَ نَفْسَهُ بِمَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى ... المزيد

 08-10-2020
 
 627
11-03-2020 1063 مشاهدة
57ـ آداب المريض (2)

مِنَ الوَاجِبِ عَلَى العَبْدِ المُؤْمِنِ أَنْ يَرُدَّ المَظَالِمَ إلى أَهْلِهَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَذِمَّتُهُ بَرِيئَةٌ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حُقُوقِ العِبَادِ، لِأَنَّ حُقُوقَ ... المزيد

 11-03-2020
 
 1063
05-03-2020 1105 مشاهدة
56ـ آداب المريض (1)

ا يُقَدِّرُ نِعْمَةَ اللهِ تعالى إِلَّا مَنْ فَقَدَهَا، فَالصِّحَّةُ مِنْ أَجَلِّ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَيْنَا، لَا يُقَدِّرُهَا إِلَّا المَرْضَى، فَكَمْ مِنْ نِعْمَةٍ قَدْ غَفَلْنَا عَنْهَا؟ وَكَمْ مِنَ النِّعَمِ قَدْ قَصَّرْنَا بِوَاجِبِ شُكْرِهَا، ... المزيد

 05-03-2020
 
 1105
16-01-2020 1651 مشاهدة
55ـ أبشر أيها المريض

لَقَدْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَبَيَّنَ لَنَا الغَايَةَ مِنْ خَلْقِنَا، فَقَالَ: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾. وَمِنَ العِبَادَةِ الصَّبْرُ عَلَى الابْتِلَاءَاتِ ... المزيد

 16-01-2020
 
 1651
08-01-2020 1501 مشاهدة
54ـ آداب النظر (2)

إِسْلَامُنَا لَا يَرْضَى لَنَا أَنْ نَأْتِيَ الفَوَاحِشَ، بَلْ يَنْهَى عَنْ قُرْبَانِهَا فَضْلَاً عَنْ إِتْيَانِهَا، وَهُوَ يُحَرِّمُ الوَسَائِلَ، وَيَسُدُّ الأَبْوَابَ التي تُؤَدِّي إِلَيْهَا، لِهَذَا جَاءَتْ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ، وَنُصُوصٌ ... المزيد

 08-01-2020
 
 1501

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413067035
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :