85ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر1438هـ:علامات قبول الصيام

85ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر1438هـ:علامات قبول الصيام

 

85ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر1438هـ

علامات قبول الصيام

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: قَدْ يَتَسَاءَلُ الإنسانُ: مَا عَلَامَاتُ قَبُولِ اللهِ تعالى لِصِيَامِ عَبدِهِ؟ عَلاماتُ قَبُولِ اللهِ تعالى لِصِيَامِ عَبدِهِ كَثِيرَةٌ، منها:

أولاً: أن يُوَفِّقَهُ اللهُ تعالى لِطَاعَةِ الله ولِطَاعَةِ رَسُولِهِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: من أرادَ أن يَعرِفَ نَفسَهُ أنَّ صِيَامَهُ مَقْبُولٌ عِنْدَ الله تعالى، فَليَنظُرْ إلى نَفسِهِ، هل هوَ مُوَفَّقٌ لِطَاعَةِ الله تعالى، ولِطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في مَنشَطِهِ ومَكرَهِهِ؟ هل هوَ مُوَفَّقٌ للطَّاعَةِ في رِضَاهُ وغَضَبِهِ؟ هل هوَ مُوَفَّقٌ للطَّاعَةِ في أمْنِهِ وخَوفِهِ؟ هل هوَ مُوَفَّقٌ للطَّاعَةِ في الرَّخَاءِ والشِّدَّةِ ؟

إذا رَأَى العَبْدُ نَفسَهُ أنَّهُ مُوَفَّقٌ لَطَاعَةِ الله تعالى، ولِطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَليَحمَدِ الله عزَّ وجلَّ، وليُطَمئِنَّ قَلبُهُ، وليَسْأَلِ اللهَ تعالى الثَّباتَ على ذلكَ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِن طَاعَةِ الله تعالى، وطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أن يَسلَمَ المُسلِمونَ من لِسانِكَ ويَدِكَ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» رواه الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عنهُما.

ومن طَاعَةِ الله تعالى، وطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أن تَقُولَ خَيراً أو تَصمُتَ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ومن طَاعَةِ الله تعالى، وطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أن تَسعَى للصُّلحِ بَينَ المُسلِمينَ، لِقَولِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: من رَأَى نَفسَهُ أنَّهُ مُوَفَّقٌ لِطَاعَةِ الله تعالى، ولِطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَسَلِمُ المُسلِمونَ من لِسَانِهِ ويَدِهِ، وقالَ خَيراً أو صَمَتَ، وسَعَى للإصلاحِ بَينَ النَّاسِ، فَليَحمَدِ اللهَ عزَّ وجلَّ على ذلكَ، وليَسأَلِ اللهَ تعالى الثَّباتَ، وهذا دَلِيلٌ على قَبُولِ اللهِ تعالى لِصِيَامِهِ، وأنَّ اللهَ تعالى أرادَ بِهِ خَيراً.

ثانياً: أن يُوَفِّقَهُ اللهُ تعالى للأعمالِ الصَّالِحَةِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: من أرادَ أن يَعرِفَ نَفسَهُ أنَّ صِيَامَهُ مَقْبُولٌ عِنْدَ الله تعالى، فَليَنظُرْ إلى نَفسِهِ، هل هوَ مُوَفَّقٌ للأعمالِ الصَّالِحَةِ، أم مَحرومٌ منها لا قَدَّرَ اللهُ تعالى؟

روى الحاكم والإمام أحمد عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً اسْتَعْمَلَهُ».

قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟

قَالَ: «يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِهِ».

وفي رِوايَةٍ للإمام أحمد عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً اسْتَعْمَلَهُ».

قِيلَ: وَمَا اسْتَعْمَلَهُ؟

قَالَ: «يُفْتَحُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِيَنظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إلى نَفسِهِ، هل فَتَحَ اللهُ تعالى لَهُ بَابَ الأعمالِ الصَّالِحَةِ، وخَاصَّةً قَبلَ مَوتِهِ، أم حُرِمَ منها؟

روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيَّانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ».

وَقَالَ الْآخَرُ: إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا، فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جَامِعٌ؟

قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ الله عَزَّ وَجَلَّ».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إنَّهُ من العَجِيبِ أن تَرَى في هذهِ الآوِنَةِ، وفي هذهِ الأزمَةِ والشِّدَّةِ التي تَمُرُّ بالمُسلمينَ اليَومَ، رِجالاً أطالَ اللهُ تعالى أعمارَهُم، وهُم مَعَ ذلكَ يَسعَونَ في الأرضِ فَسَاداً، يَسعَونَ للتَّفرِيقِ بَينَ الأَحِبَّةِ، ومن طَالَ عُمُرُهُ وسَاءَ عَمَلُهُ فهوَ من أشقَى النَّاسِ العِياذُ بالله تعالى.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِيَنظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إلى نَفسِهِ، هل أعمالُهُ حَسَنَةٌ، وخَاصَّةً مَعَ طُولِ العُمُرِ أم لا؟ وهل ألسِنَتُنا رَطِبَةٌ بِذِكْرِ الله تعالى، وبِقَولِ الخَيرِ، أم على العَكسِ من ذلكَ تَماماً؟

المُوَفَّقُ من حَسُنَ عَمَلُهُ، وأكثَرَ من ذِكْرِ الله تعالى وقَولِ الخَيرِ، وخَاصَّةً في هذهِ الآوِنَةِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى بِبَرَكَةِ الصَّالِحِينَ وأهلِ الذِّكْرِ أن يَكشِفَ الغُمَّةَ عَنَّا.

ثالثاً: أن يُوَفِّقَهُ اللهُ تعالى لِسَلامَةِ الصَّدْرِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: من أرادَ أن يَعرِفَ نَفسَهُ أنَّ صِيَامَهُ مَقْبُولٌ عِنْدَ الله تعالى، فَليَنظُرْ إلى قَلبِهِ، هل قَلبُهُ امتَلَأَ حُبَّاً لله عزَّ وجلَّ، وحُبَّاً للمُؤمِنينَ؟ أم امتَلَأَ حِقداً وحَسَداً وبُغضاً على خَلْقِ الله عزَّ وجلَّ عامَّةً، وعلى المُؤمِنينَ خَاصَّةً؟

روى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟

قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ».

قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟

قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ».

وفي رِوايَةٍ للطَّبَرَانِيِّ في مُسنَدِ الشَّامِيِّين، قالوا: فَمَن يَلِيهِ يا رَسولَ الله؟

قال: «الذي نَسِيَ الدُّنيا، ويُحِبُّ الآخِرَةَ».

قالوا: مَا نَعرِفُ هذا فِينَا إلا أبا رَافِعٍ مَولَى رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

قالوا: فَمَن يَلِيهِ؟

قال: «مُؤمِنٌ في خُلُقٍ حَسَنٍ».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِيَنظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إلى قَلبِهِ، ماذا امتَلَأَ قَلبُهُ؟ هل كَانَ قَلبُهُ على قَلبِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ القَائِلِ: «يَا بُنَيَّ، إِن قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمـْسِيَ ولَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ». ثُمَّ قَالَ: «يَا بُنَيَّ، وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ»؟ رواه الترمذي عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

هل هوَ يَدعُو بِدُعاءِ الذينَ جَاؤوا من بَعدِ المُهَاجِرِينَ والأنصارِ: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلَّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾؟

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هل نَسِينا الدُّنيا بنَعِيمِها وزَخَارِفِها، وأقبَلنا على الآخِرَةِ، وفَكَّرنا في العَرضِ على الله عزَّ وجلَّ؟

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: البَعضُ أعرَضَ عن طَاعَةِ الله تعالى، وعن طَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وأعرَضَ عن الأعمالِ الصَّالِحَةِ، وأعرَضَ عن سَلامَةِ الصَّدْرِ، لأنَّهُ نَسِيَ يَومَ العَرضِ على الله تعالى القَائِلِ: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: من استَحضَرَ يَومَ العَرضِ رَأَيتَهُ طَائِعاً لله تعالى، وطَائِعاً لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ومُلتَزِماً الأعمالَ الصَّالِحَةَ، ولَرَأَيتَهُ سَلِيمَ القَلبِ تُجاهَ خَلْقِ الله تعالى.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: آجَالُنَا قَرِيبَةٌ، وهيَ مَستُورَةٌ عَنَّا، وهيَ لَيسَت في أَيْدِينَا، بَلْ هِيَ في يَدِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فَلنَحذَرِ المَوتَ في هذهِ الدَّارِ قَبلَ أن نَصِيرَ إلى دَارٍ يَتَمَنَّى فيها العَبيدُ المَوتَ فلا يَجِدُوهُ.

كونوا على حَذَرٍ من المَوتِ أن يَأتِيَكُم بَغتَةً وأنتُم لا قَدَّرَ اللهُ تعالى على مَعصِيَةٍ لله عزَّ وجلَّ، كونوا على حَذَرٍ من المَوتِ قَبلَ أن تَصِيروا إلى دَارٍ يَتَمَنَّى العَبيدُ فيها المَوتَ فلا يَجِدُونَ إلَيهِ سَبيلاً.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يا من تَعِيشُونَ هذهِ الأزمَةَ والبَلاءَ والكَربَ العَظِيمَ، أقولُ لِنَفسِي ولَكُم: المُعَوَّلُ عَلَيهِ حُسنُ الخِتامِ، المُعَوَّلُ عَلَيهِ أن نَتَفَقَّدَ أنفُسَنا، هل نَحنُ لله طَائِعُونَ أم عَاصُونَ؟ وهل نَحنُ لِسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ  طَائِعُونَ أم عَاصُونَ؟ واللهُ تعالى يَقولُ: ﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً﴾. ويَقولُ: ﴿وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً﴾.

المُعَوَّلُ عَلَيهِ أن نَتَفَقَّدَ أنفُسَنا، هل التَزَمنا الأعمالَ الصَّالِحَةَ، والعَمَلُ الصَّالِحُ هوَ ما جَعَلَهُ الـشَّرْعُ صَالِحاً، ولو خَالَفَ أهَواءَنا؟

المُعَوَّلُ عَلَيهِ أن نَتَفَقَّدَ قُلُوبَنا، هل هيَ قُلُوبُ الأتقِياءِ والأنقِياءِ، التي لا إثمَ فِيها ولا غِلَّ ولا حَسَدَ ولا بَغيَ؟

اللَّهُمَّ وَفِّقنا لما يُرضِيكَ عنَّا. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 1/ شوال/1438هـ، الموافق: 25/ حزيران/ 2017م

الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  كلمات في مناسبات

28-09-2023 634 مشاهدة
141ـ كلمات في مناسبات: عذرًا يا سيدي يا رسول الله

لقد كُنتَ حَرِيصَاً عَلَينَا أَشَدَّ الحِرْصِ، بِشَهَادَةِ مَولانَا عزَّ وجلَّ القَائِلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وبِشَهَادَتِكُم عِندَمَا ... المزيد

 28-09-2023
 
 634
07-03-2023 654 مشاهدة
140ـ كلمات في مناسبات: إجابة الدعاء معلقة بالاستجابة لله تعالى

عِنْدَمَا تَنْزِلُ المِحَنُ، وَتَشْتَدُّ الخُطُوبُ، وَتَتَوَالَى الكُرُوبُ، وَتَعْظُمُ الرَّزَايَا، وَتَتَابَعُ الشَّدَائِدُ، لَنْ يَكُونَ أَمَامَ المُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يَلْجَأَ إلى اللهِ تعالى وَيَلُوذَ بِجَانِبِهِ، وَيَضْرَعَ إِلَيْهِ ... المزيد

 07-03-2023
 
 654
28-09-2022 627 مشاهدة
1- المحبة محبتان

مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، ... المزيد

 28-09-2022
 
 627
09-07-2022 523 مشاهدة
138ـ كلمات في مناسبات: درس فجر عيد الأضحى المبارك 1443 هـ شعيرة الأضحية

هَذَا اليَوْمُ هُوَ خِتَامُ الأَيَّامِ العَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ... المزيد

 09-07-2022
 
 523
08-07-2022 455 مشاهدة
137ـ كلمات في مناسبات: يوم عرفة يوم الغفران

يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ تعالى فِيهِ الدِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، ... المزيد

 08-07-2022
 
 455
02-05-2022 541 مشاهدة
136ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر 1443هـ

اليَوْمَ هُوَ يَوْمُ الجَائِزَةِ، سَبَقَ فِيهِ أَقْوَامٌ فَفَازُوا، وَتَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخَابُوا، اليَوْمَ فَازَ المُحْسِنُونَ، وَخَسِرَ المُسِيئُونَ، وَغَدًا تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ، وَيَحْصُدُ الزَّارِعُونَ مَا زَرَعُوا، إِنْ ... المزيد

 02-05-2022
 
 541

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3153
المكتبة الصوتية 4762
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411933472
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :