190ـ مع الحبيب المصطفى: رقة قلبه الشريف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (2)

190ـ مع الحبيب المصطفى: رقة قلبه الشريف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (2)

 

 مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

190ـ رقة قلبه الشريف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (2)

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ الرِّجَالَ العِظَامَ كُلَّمَا ارتَفَعُوا إلى آفَاقِ الكَمَالِ، اتَّسَعَتْ صُدُورُهُم، وامتَدَّ حِلْمُهُم، والتَمَسُوا للنَّاسِ الأَعذَارَ لأغلاطِهِم، وأَخَذُوهُم بالرِّفقِ، ومَا ذَاكَ إلا لِرِقَّةِ قُلُوبِهِم.

ولَيسَ هُنَاكَ عَظِيمٌ في الأخلَاقِ أَعظَمُ من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي ارتَقَى إلى أَعلَى دَرَجَاتِ الكَمَالِ، فَكَانَ صَدْرُهُ الشَّرِيفُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أوسَعَ الصُّدُورِ، وكَانَ قَلبُهُ الشَّرِيفُ أَرَقَّ القُلُوبِ، وظَهَرَتْ رِقَّةُ قَلبِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في أَشَدِّ الأَوقَاتِ، وأَحلَكِ الظُّرُوفِ، فَفِي يَومِ أُحُدٍ شُجَّ رَأسُهُ الشَّرِيفُ، وكُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ، فَقِيلَ لَهُ وهوَ في هذا المَوقِفِ العَصِيبِ: ألا تَدْعُو اللهَ على المُشْرِكِينَ؟

فَمَا كَانَ جَوَابُ صَاحِبِ القَلبِ الرَّحِيمِ، الذي امتَلأَ رِقَّةً على خَلْقِ اللهِ أَجمَعِينَ، إلا أن قَالَ: «إنَّ اللهَ تَعالى لَم يَبْعَثْنِي طَعَّانَاً ولا لَعَّانَاً، ولكن بَعَثَنِي دَاعِيَةً وَرَحمَةً، اللَّهُمَّ اهْدِ قَومِي فَإِنَّهُم لا يَعلَمُونَ» رواه البيهقي عَن عَبدِ اللهِ بنِ عُبَيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. وفي مَقَامٍ آخَرَ قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّاناً، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أيُّها الإخوة الكرام: صَاحِبُ القَلبِ الكَبِيرِ الذي امتَلأَ رِقَّةً، لا تَسْتَجِيشُهُ القَسْوَةُ عن التَّعَقُّلِ والحِلْمِ، بَل يَكُونُ إلى العَفوِ والصَّفحِ أَقرَبَ من الانتِقَامِ والبَطْشِ.

روى الإمام البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ.

فَقَالَ لَهُم النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوهُ، وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ ـ أَوْ ذَنُوباً مِنْ مَاءٍ ـ فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ».

وفي رِوَايَةٍ أُخرَى للإمام البخاري أيضَاً قَالَ الأَعرَابِيُّ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّداً، وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَداً.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعاً» يُرِيدُ رَحْمَةَ اللهِ.

إِنَّهَا رِقَّةٌ في القَلبِ الذي عَرَفَ اللهَ تعالى، إِنَّهَا رِقَّةٌ في القَلبِ لِمَن كَانَ يَشْعُرُ بِأَنَّهُ بِحَاجَةٍ إلى رَحمَةِ اللهِ.

رِقَّةُ القَلبِ ثَمَرَةُ الخَشْيَةِ من اللهِ تعالى:

أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ رِقَّةَ القَلبِ ثَمَرَةٌ من ثِمَارِ الخَشْيَةِ من اللهِ تعالى، فَكُلَّمَا عَظُمَتِ الخَشْيَةُ من اللهِ تعالى كُلَّمَا عَظُمَتِ الرِّقَّةُ في القَلبِ، والعَكسُ بالعَكسِ، فَكُلَّمَا قَلَّ الخَوفُ من اللهِ تعالى كُلَّمَا قَسَا القَلبُ.

أيُّها الإخوة الكرام: على قَدْرِ الإِيمَانِ باللهِ تعالى، والعِلْمِ بِهِ، تَكُونُ الرِّقَّةُ في القَلبِ، فَلَو وَقَفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا على هذهِ المُعَادَلَةِ، ونَظَرَ في نَفسِهِ، هَل قَلبُهُ رَقِيقٌ أم قَاسٍ؟

أيُّها الإخوة الكرام: لِيَتَذَكَّرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَولَ اللهِ تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾.

صُوَرٌ من رِقَّةِ قَلبِهِ الشَّرِيفِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

أيُّها الإخوة الكرام: سَيِّدُنا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أُسوَتُنَا وقُدوَتُنَا، فَلْيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا نَفسَهُ في مِيزَانِ الحَبِيبِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

بُكَاؤُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على أُمَّتِهِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد كَانَ من رِقَّةِ قَلبِ سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ بَكَى على أُمَّتِهِ خَوفَاً عَلَيهَا من يَومِ القِيَامَةِ.

روى الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِن النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي» وَبَكَى.

فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟

فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ.

فَقَالَ اللهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ.

أيُّها الإخوة الكرام: أَينَ مَن يَبكِي على هذهِ الأُمَّةِ التي سُفِكَت دِمَاؤُهَا، وسُلِبَت أَموَالُهَا، وتَدَاعَت عَلَيهَا الأُمَمُ من كُلِّ حَدْبٍ وصَوْبٍ؟ أَينَ رِقَّةُ قُلُوبِ حَمَلَةِ رِسَالَةِ سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذينَ يُشَاهِدُونَ على شَاشَاتِ التِّلفَازِ مَا يَجرِي في هذا البَلَدِ؟ هَل أَصبَحَت قُلُوبُهُم أَقسَى من الحَجَرِ؟

تَقبِيلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد كَانَ من رِقَّةِ قَلبِ سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ كَانَ يُقَبِّلُ الطِّفلَ الصَّغِيرَ.

روى الشيخان عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِساً.

فَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِن الْوَلَدِ، مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَداً.

فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ».

وفي رِوَايَةٍ للإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ».

أيُّها الإخوة الكرام: أَينَ رِقَّةُ القَلبِ فِينَا؟ أَينَ رِقَّةُ قُلُوبِكُم يَا قَومُ؟ أَطفَالُنَا تُقتَلُ على مَرأَى من عُيُونِ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ، فَهَل نُزِعَتِ الرَّحمَةُ من القُلُوبِ، فَصَارَت أَقسَى من الحَجَرِ؟ أَمَا كَفَانَا مَا جَرَى في هذا البَلَدِ؟ أَمَا كَفَانَا سَفْكٌ لدِمَاءِ الأَطفَالِ الأَبرِيَاءِ؟ فإذا كَانَتِ الرَّحمَةُ نُزِعَت من قُلُوبِكُم، فَإِنَّا قَد شَكَونَاكُم إلى اللهِ تعالى أَرحَمِ الرَّاحِمِينَ.

رِقَّةُ قَلبِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى في الحُرُوبِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَقِيقَ القَلبِ نَحْوَ خَلْقِ اللهِ جَمِيعَاً، حَتَّى بَلَغَت رِقَّةُ قَلبِهِ إلى أَعدَائِهِ أَثنَاءَ الحَربِ.

روى أبو داود عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذا بَعَثَ جَيشَاً قَالَ: «انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللهِ، وباللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً، وَلَا طِفْلاً، وَلَا صَغِيراً، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا تَغُلُّوا، وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ، وَأَصْلِحُوا، وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».

أيُّها الإخوة الكرام: هذا هوَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وهذا هوَ تَوجِيهُهُ لأُمَّتِهِ، فَأَينَ نَحنُ من أَقوَالِهِ وأَفعَالِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ رِقَّةَ القُلُوبِ سَبَبٌ لِسَعَادَةِ العَبدِ في الدُّنيَا والآخِرَةِ، كَمَا أنَّ قَسْوَةَ القُلُوبِ سَبَبٌ لِشَقَاءِ العَبدِ في الدُّنيَا والآخِرَةِ.

لقد أَعطَانَا سَيِّدُنا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صُورَتَينِ، صُورَةً لِمَن كَانَ رَقِيقَ القَلبِ، وصُورَةً لِمَن كَانَ قَاسِيَ القَلبِ.

روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ «أَنَّ رَجُلاً رَأَى كَلْباً يَأْكُلُ الثَّرَى مِن الْعَطَشِ، فَأَخَذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ، فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ الْمَاءَ حَتَّى أَرْوَاهُ.

فَشَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ، فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ».

وروى الإمام البخاري عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دَخَلَت امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ».

أيُّها الإخوة الكرام: ألا نَحتَاجُ إلى رَحمَةِ اللهِ تعالى؟ فَلْنَنْزَعِ القَسْوَةَ من قُلُوبِنَا تُجَاهَ هذا البَلَدِ، وأَهلِ هذا البَلَدِ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ من قَلبٍ لا يَخشَعُ، ومن عَينٍ لا تَدمَعُ، ومن دُعَاءٍ لا يُسمَعُ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 13/ربيع الثاني/1435هـ، الموافق: 2/شباط / 2015م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مع الحبيب المصطفى   

26-06-2019 2341 مشاهدة
316ـ العناية الربانية بالحبيب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

مِنْ مَظَاهِرِ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ سَخَّرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ المَوْجُودَاتِ، وَمِنْ مَظَاهِرِ العِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ بِهِ صَلَّى ... المزيد

 26-06-2019
 
 2341
20-06-2019 1388 مشاهدة
315ـ سَيَبْلُغُ مَا بَلَغَ مُلْكُ كِسْرَى

الدُّنْيَا كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى حَافِظٌ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاصِرٌ لَهُ، وَمُنْتَقِمٌ مِمَّنْ ظَلَمَهُ عَاجِلَاً وَآجِلَاً، آخِذٌ لَهُ بِحَقِّهِ ... المزيد

 20-06-2019
 
 1388
28-04-2019 1171 مشاهدة
315ـ«لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ المَلَائِكَةُ»

الدُّنْيَا كُلُّهَا شَاهِدَةٌ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى حَافِظٌ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَنَاصِرٌ لَهُ، وَمُنْتَقِمٌ مِمَّنْ ظَلَمَهُ عَاجِلَاً وَآجِلَاً، آخِذٌ لَهُ بِحَقِّهِ ... المزيد

 28-04-2019
 
 1171
28-04-2019 1183 مشاهدة
314ـ في محط العناية

لَقَدِ رَحِمَ اللهُ تعالى هَذِهِ الأُمَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُبَشِّرَاً وَنَذِيرَاً، وَجَعَلَهُ خَاتَمَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَجَعَلَ شَرِيعَتَهُ ... المزيد

 28-04-2019
 
 1183
21-03-2019 1789 مشاهدة
313- مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾

فَعَلَى قَدْرِ التَّحَمُّلِ يَكُونُ الأَدَاءُ، وَبِحَسْبِ الشَّهَادَةِ تَكُونُ المُهِمَّةُ، لِذَلِكَ عَلَّمَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِفَضْلِهِ العَظِيمِ مَا لَمْ يَكُنْ ... المزيد

 21-03-2019
 
 1789
13-03-2019 1669 مشاهدة
312- مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:«فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ»

وَجَاءَتْ تَارَةً بِمَدْحِ أَهْلِهِ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾. وَقَالَ: ﴿وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. وَقَالَ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا ... المزيد

 13-03-2019
 
 1669

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413578033
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :