أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3066 - معنى: (وانشلني من أوحال التوحيد)

24-06-2010 26832 مشاهدة
 السؤال :
في الصلاة المنسوبة للشيخ عبد السلام مشيش رحمه الله تعالى، وردت عبارة يقول فيها: وانشلني من أوحال التوحيد، فهل التوحيد فيه أوحال؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3066
 2010-06-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن التوحيد الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والنبيون من قبله هو التوحيد الخالص لله تعالى والصافي من كل الشوائب، وهذا التوحيد لا أوحال فيه، ولا ضلال، وهذا لا شك فيه ولا ريب.

أما توحيد الموحِّدين فقد يقع بعضهم في انحراف وضلال في توحيده وهو يظنُّ نفسه أنه من الموحِّدين الناجين.

ومن هذا المنطلق فإن الشيخ عبد السلام بن مشيش رحمه الله تعالى يسأل الله تعالى أن يحفظ توحيده من الضلالات والانحرافات التي وقع فيها كثير من أهل الفرق الضالة.

فالتوحيد الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والنبيون من قبله لا أوحال فيه، ولكن قد يقع بعض الموحِّدين في بعض الضلالات وهو يظن نفسه أنه موحِّد.

وقد جاء في الحديث الشريف الصحيح الذي رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (اللهمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي).

فالدين الذي أنزله الله تعالى هو الدين الصالح المُصلِحُ لكلِّ زمان ومكان، ولكنَّ دين الإنسان السلوكي والعملي قد يعتريه شيء من الفساد، فعلى العبد أن يسأل الله تعالى أن يصلح له دينه، والمقصود به هو دين العبد السلوكي والعملي وأن يحفظه الله تعالى من التغيير والتبديل.

كما جاء في الحديث: (فَأَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي، فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ) رواه أحمد.

فإذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بهذا الدعاء مع عصمته له، ومع الشهادة له بأنه صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، فنحن من باب أولى بحاجة إلى هذا الدعاء.

ولذلك قالوا: الإسلام شيء والمسلمون شيء آخر، والتوحيد شيء والموحدون شيء آخر، والسعيد من كان على الإسلام والتوحيد الحق من غير تبديل ولا تحريف. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
26832 مشاهدة