أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6243 - هل يعني نفي الإيمان عنهم؟

13-04-2014 241 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}. هل تَعني الآيَة بأن الذي لا يُحَكِّمُ شرع الله تعالى في خصوماته مسلوب الإيمان كلياً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6243
 2014-04-13

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَطَاعَةُ الله تعالى، وطَاعَةُ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَرضُ عَينٍ على كُلِّ مُكَلَّفٍ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾. ولِقَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ﴾. ولِقَولِهِ تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.

وقال تعالى في من عَصَى اللهَ تعالى، وعَصَى رَسولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا﴾. وقال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَو تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً﴾.

وبناء على ذلك:

فَيَجِبُ على المُؤمِنِ أن يُحَكِّمَ شَرعَ الله تعالى في خُصوماتِهِ كُلِّها، صَغيرِها وكَبيرِها، فإنْ رَدَّ حُكمَ الله تعالى، وحُكمَ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جُحُوداً وعِنَاداً واستِكباراً فقد انسَلَخَ من الإيمانِ والعِياذُ بالله تعالى، كما تَنسَلِخُ الحَيَّةُ من جِلدِها.

وكذلكَ من رَدَّ حُكمَ الله تعالى، وحُكمَ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ استِخفافاً واستِهزاءً فقد خَرَجَ من المِلَّةِ والعِياذُ بالله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
241 مشاهدة
الملف المرفق