أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1793 - تعسرت عليه الأسباب ويريد أن يستقرض قرضاً ربوياً

17-02-2009 28971 مشاهدة
 السؤال :
 2009-02-16
أنا شاب مسلم أعمل في بلد أوربي، والعمل سيئ للغاية، ولقد سنحت لي فرصة عمل في السعودية ولكن يلزمني مبلغ من المال، ولم أجد سبيلاً للحصول على المال إلا عن طريق القرض، فهل يجوز أن أسحب قرضاً من البنك؟ مع العلم بأنه لا مجال لتأمين المال إلا عن طريق القرض.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1793
 2009-02-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإذا كانت أمورك معسَّرة ـ لا قدر الله ـ بدون قرض ربوي، فماذا تتوقع إذا اجترأت على القرض الربوي؟ هل تذكر قول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}. وآكل الربا ومطعمه سواء، كما جاء في الحديث الشريف: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ) رواه مسلم.

وهل تذكر قول الله تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}؟ أنت بدون قرض ربوي مضيَّق عليك، وذلك لحكمة يريدها الله عز وجل، فكيف إذا اجترأت على الربا؟

وهل تذكر قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ}؟ هل أنت على استعداد للحرب مع الله ورسوله لا قدر الله تعالى؟

أخي الكريم: أدعوك لتسلك الطريق الذي رسمه الله تعالى لنا في القرآن العظيم، وكن بعد ذلك على ثقة تامة بأن وعد الله تعالى لا يُخلَف:

الطريق الأول: التقوى، وذلك لقوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}، والتقوى أن تحفظ جوارحك الظاهرة والباطنة من كلِّ المخالفات، فإذا وقعت لا قدر الله في معصية فبادر بالتوبة والاستغفار.

الطريق الثاني: الاستغفار، وذلك لقوله تعالى حكاية على لسان سيدنا نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.

ومن شروط صحة الاستغفار الإقلاع عن المعصية، والندم على ما فعلت، والجزم على أن لا تعود، وإعادة الحقوق لأصحابها.

وأخيراً أذكِّرك بعد نفسي بأنه لا بد من الصبر على الطاعة، ومن الصبر عن المعصية، ومن الصبر على البلاء، فإذا تحقَّقنا بالصبر فلسنا بخاسرين، وإلا فنحن خاسرون، قال تعالى: {وَالْعَصْر * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر}.

أسأل الله تعالى أن يفرِّج عنا وعنكم فرجاً عاجلاً غير آجل، وعن سائر الأمة. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
28971 مشاهدة