أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7338 - ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ﴾.

10-06-2016 2795 مشاهدة
 السؤال :
ما هو المقصود بقوله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْـخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7338
 2016-06-10

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْـخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ﴾. يُفِيدُ وُجُوبَ الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ.

وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿مِنْكُمْ﴾. يُفِيدُ التَّبْعِيضَ، بِمَعْنَى: يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الآمِرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّاهِي عَنِ المُنْكَرِ مِنَ العُلَمَاءِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ عُلَمَاءَ.

فَالآمِرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّاهِي عَنِ المُنْكَرِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَالِمَاً بِالأَحْكَامِ، وَأَنْ يَكُونَ عَالِمَاً أُسْلُوبَ الحُكَمَاءِ في الدَّعْوَةِ إلى اللهِ تعالى، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْـمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرَاً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وبناء على ذلك:

فَالمَقْصُودُ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ﴾. يُفِيدُ التَّبْعِيضَ، وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ لَيْسَ وَاجِبَاً على الأُمَّةِ كُلِّهَا، بَلْ هُوَ فَرْضُ كِفَايَةٍ، إِنْ قَامَ بِهِ البَعْضُ سَقَطَ عَنِ الآخَرِينَ، وَهَذَا وَاجِبٌ على كُلِّ عَالِمٍ بِالأَحْكَامِ وَعَارِفٍ الحِكْمَةَ في الدَّعْوَةِ إلى اللهِ تعالى ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْـمُتَوَكِّلِينَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2795 مشاهدة