أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2010 - صلاة الجماعة في المسجد

02-05-2009 12563 مشاهدة
 السؤال :
أعرف رجالاً صالحين ومحبين للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنا أتأثر بهم، ولكني لا أراهم في المسجد إلا في صلاة الجمعة، فما هو واجبي تجاههم؟ وأحياناً إذا غاب الإمام أو المؤذن في المسجد أقوم بالإمامة أو الأذان وهذا يسبب تشتُّتاً في الذهن، فما هي نصيحتكم؟ كما أنني أشعر بأن الصلاة في البيت أقرب إلى الإخلاص مع معرفتي بفضل صلاة الجماعة في المسجد، فبماذا تنصحونني؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2010
 2009-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمما لا شك فيه بأن الدين النصيحة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ) قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: (لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) رواه مسلم.

فالنصيحة للجميع، فما من مسلم إلا وهو ناصح ومنصوح، وذلك لقوله تعالى: {وَالْعَصْر * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر}. فتارة يكون المسلم ناصحاً وتارة أخرى يكون منصوحاً.

لذلك عليك أن تذكِّر هؤلاء الإخوة الصالحين المحبين بلزوم صلاة الجماعة لأنها من سنن الهدى، وهي سنة مؤكَّدة، وذكِّرهم بمثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَثْقَلَ صَلاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاةُ الْعِشَاءِ وَصَلاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ) رواه مسلم.

وذكِّرهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم ما رخَّص للأعمى بترك صلاة الجماعة إذا كان يسمع النداء، فقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن أم مكتوم رضي الله عنه قال: جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ ضَرِيرًا شَاسِعَ الدَّارِ وَلِي قَائِدٌ لا يُلائِمُنِي فَهَلْ تَجِدُ لِي رُخْصَةً أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي؟ قَالَ: (أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ)؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: (مَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً).

وذكِّرهم بأنهم قدوة في المجتمع، فينبغي أن لا يقصِّروا في حضور صلاة الجماعة إلا إذا كان لهم عذر في عدم حضور الجماعة، ولا يشترط أن يعلم الإنسان عذر المتخلِّف عن الجماعة، والواجب على الإنسان المسلم أن يحسن الظنَّ بالمسلمين.

لذلك عليك أن تذكِّرهم، فإن لم يستجيبوا فالتمس لهم العذر في عدم حضور صلاة الجماعة.

وإذا عرفتَ هذا عرفتَ ما يترتَّب عليك كذلك، فإياك أن يوسوس لك الشيطان في ترك صلاة الجماعة بحجة الخشوع وحضور القلب والإخلاص وما شابه ذلك، لأن ما شرعه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأكمل، فأكثر من الدعاء في أن يرزقنا الله جميعاً صلاة الخاشعين المخلصين، واجعل صلاة النافلة في بيتك، أما صلاة الفريضة فلتكن مع الجماعة في المسجد. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
12563 مشاهدة