أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6641 - حكم صلاة المسبل

17-12-2014 4401 مشاهدة
 السؤال :
هل إذا أسبل الرجل ثوبه تحت الكعب وهو في الصلاة فصلاته باطلة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6641
 2014-12-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».

قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَاراً.

قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَابُوا وَخَسِرُوا، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟

قَالَ: «الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ».

وروى الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وروى أبو داود عَن الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن الْإِزَارِ.

فَقَال: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ.

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِزْرَةُ الْمُسْلِمِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ وَلَا حَرَجَ ـ أَوْ لَا جُنَاحَ ـ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، مَا كَانَ أَسْفَلَ مِن الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ، مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَراً لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَنْظُرُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَراً».

وروى أبو داود عَن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ فِي صَلَاتِهِ خُيَلَاءَ فَلَيْسَ مِن اللهِ فِي حِلٍّ وَلَا حَرَامٍ».

ثانياً: جَاءَ في تَعرِيفِ الإِسبَالِ لُغَةً: الإِرخَاءُ والإِطَالَةُ.

وفي الاصطِلاحِ: يَقُولُ ابنُ الأَعرَابِيِّ وغَيرُهُ: المُسْبِلُ: الذي يُطَوِّلُ ثَوبَهُ، ويُرْسِلُهُ إلى الأَرضِ إذا مَشَى، وإِنَّمَا يَفعَلُ ذلكَ كِبْرَاً واختيَالاً.

وبناء على ذلك:

فَإِطَالَةُ الثَّوبِ إلى مَا تَحتَ الكَعبَينِ استِكبَارَاً وخُيَلاءَ حَرَامٌ، ويَكُونُ في النَّارِ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَسْفَلَ مِن الْكَعْبَيْنِ مِن الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. والاستِكبَارُ مَحَلُّهُ القَلبُ، ولا يَطَّلِعُ عَلَيهِ إلا اللهُ تعالى.

أمَّا صَلاةُ المُسبِلِ استِكبَارَاً وخُيَلاءَ فَصَحِيحَةٌ، ولكِنَّهُ آثِمٌ في جَرِّ ثَوبِهِ خُيَلاءَ وتَكَبُّرَاً. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4401 مشاهدة