أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4016 - دخل المسجد والخطيب على المنبر فهل يصلي؟

11-06-2011 134513 مشاهدة
 السؤال :
دخلت المسجد لصلاة الجمعة، والإمام على المنبر جالس، والمؤذن يؤذِّن بين يدي الخطيب، فهل أصلي تحية المسجد أولاً، أم أجيب المؤذن؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4016
 2011-06-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذهب السادة المالكية والحنفية إلى أنه إذا صعد الخطيب المنبر فلا صلاة ولا كلام، وقالوا: لا تُصلى تحية المسجد ولا نافلة، وذلك لقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون}. وهذه الآية نزلت في خطبة الجمعة.

وذهب الشافعية والحنابلة إلى استحباب صلاة ركعتين خفيفتين، لما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتَ؟ قَالَ: لا، قَالَ: قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ). وفي رواية ثانية للإمام مسلم: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا).

وبناء على ذلك:

فعند الحنفية والمالكية تجلس مباشرة إذا كان الخطيب على المنبر، لأنه لا صلاة ولا كلام عندهم إذا صعد الخطيب المنبر.

وعند الشافعية والحنابلة المستحبُّ عندهم صلاة ركعتين خفيفتين، والأولى لمن دخل المسجد والأذان قائم أنه يجيب المؤذن ثم يصلي ركعتين، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ) رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.

ولا خلاف بين الفقهاء في طلب الإنصات للمؤذن وإجابته في الأذان الأول والثاني يوم الجمعة، وأما صلاة ركعتين والإمام على المنبر فمحلُّ خلاف، والخلاف يسع الجميع. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
134513 مشاهدة