أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3256 - قراءة القرآن دون تحريك اللسان

05-09-2010 17230 مشاهدة
 السؤال :
هل تصحُّ قراءة القرآن دون تحريك اللسان والشفاه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3256
 2010-09-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاءت أحاديث شريفة بفضيلة الجهر ورفع الصوت بالقرآن، وأحاديث بفضيلة الإسرار، فمن الأحاديث الواردة بأفضلية الجهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ومن الأحاديث بأفضلية الإسرار قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ) رواه الإمام أحمد عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه.

والجمع بينهما أن الإخفاء أفضل لمن خاف على نفسه من الرياء أو تأذي أحد بجهره، والجهر أفضل إذا لم يؤذ أحداً ولم يخشى على نفسه من الرياء.

ويدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُوا بِالْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ فَكَشَفَ السُّتُورَ وَكَشَفَ وَقَالَ: أَلَا كُلُّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَلَا يَرْفَعَنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ، أَوْ قَالَ: فِي الصَّلَاةِ).

وأدنى حدٍ في الإسرار أن يُسمِع الإنسان نفسه أو من بقربه.

وبناء على ذلك :

فأقل شيء في الإسرار أثناء تلاوة القرآن أن يُسمِع الإنسان نفسه، وهذا لا يكون إلا بتحريك اللسان والشفتين.

أما من لم يحرك لسانه وشفتيه أثناء التلاوة فلا يعتبر تالياً للقرآن بل هو ناظر فيه. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
17230 مشاهدة